بقلم : أ. حمير العزكي
يشعر الجميع بوطأة الأزمة واحتدامها وتوتر أطرافها ، شعور جارف نحو الحلول الأكثر حدية بإعتبارها الأنسب والأمثل ، وجدواها مضمونة ، قليلة التكلفة عاجلة النتائج ، تتمحور في مجملها حول فض الشراكة وإنهاء خدمة الكيانات الناشئة بموجبها ، والعودة بالتالي الى مربع الفراغ والحلقة الأولى من مسلسل البحث عن ترتيب الوضع السياسي ، ربما تستمر الحكومة اذا لم ينسحب رئيسها ونجد ألف بديل للوزارء المنسحبين ، ولكن …
ماهو مصير المجلس السياسي الأعلى الذي خلقه اتفاق الشراكة ؟؟
سواء تم تعيين اعضاء فيه نيابة عن المنسحبين او تم الاستغناء عن وجوده سيظل الرئيس الصماد بما يتوفر في شخصيته على رأس الهرم في كل الأحوال وانطلاقا من هذه النتيجة الحتمية يبدأ التفكير بالحل .
يمثل الرئيس الصماد محورا رئيسيا للتفكير المنطقي والبحث المتجرد عن الحل وذلك من خلال ما يملكه من مقومات القيادة الاستثنائية في هذه المرحلة الفوق استثنائية والتي لايختلف عليها اثنان ومن أبرز تلك المقومات :
* النزاهة والتجرد من المصالح الشخصية واستشعار المسؤولية الوطنية التي يشهد بها الجميع ولم تنل منها حملات التشويه والاتهامات الكيدية .
* النشاط و التحرك الجاد والدؤوب والمستمر في خدمة هذا الوطن وخدمة أبنائه الذين أثبت قربه الكبير منهم ومن آمالهم والآمهم والقدرة على العطاء والاستعداد لبذل المزيد .
* الشجاعة والثبات وروح التضحية والفداء التي وصل بها جبهات ماوراء الحدود ومخر بها عباب البحر وواجه بها الجميع بصراحة صادقة وبلاغة قوية وعتاب قاسي مهذب .
* الثقة والقبول من كافة الأطراف ولو في أدنى حدودها عند البعض .
* رجاحة الفكر ورزانة الرأي ورحابة الصدر والتي تمنحه القدرة على استيعاب الجميع والوقوف على مسافة واحدة من كل الاطراف .
ولاشك مازال هناك من المقومات ايضا مالايحضرني هذه اللحظة وربما مالم أحط به خبرا ، لإن حديثنا عن الرئيس الصماد في هذه الفترة ليس من قبيل الغزل السياسي ولا الارتزاق الصحفي ، فلست سياسي طامح ولا صحفي طافح ، وإنما على سبيل البحث عن الحل للأزمة التي نعاني منها ، الحل الذي يستفيد من الوضع السياسي القائم ولا ينقلب عليه ، وما خلصنا اليه اعلاه من نتيجة حتمية ببقاء الصماد على رأس هرم السلطة في كل الاحوال بالاضافة الى المقومات القيادية التي يمتاز بها ، يفرض علينا التفكير بالصماد كحل وسط ومقبول ومرحب به من الجميع إذا وفقط إذا توفر له ما يحتاج اليه للقيام بهذا الدور التاريخي وانجاز هذه المهمة الوطنية المقدسة ، فما الذي يحتاج اليه الصماد ؟؟!!!
ما يحتاج اليه الصماد ليكون الحل الأنسب والامثل والأقل تكلفة والأوثق نتيجة ما يلي :
* ان يكون رئيسا كامل الصلاحيات الدستورية غير منقوصة بتدخلات الاطراف ولا مقيد بالتوافق ، ورئاسته دائمة لا دورية ، وقراراته لاتخضع لأي سلطة سوى سلطة الدستور والقانون والقضاء .
* أن يمنح من جميع الاطراف تفويضا بحجم الثقة التي يستحقها وثقة بحجم المسؤولية التاريخية التي يحملها على عاتقه .
* أن تلتف حوله كل العقول المفكرة المبدعة وكل السواعد المخلصة المثمرة ، بإخلاص لله والوطن وتجرد تام عن الأهواء الذاتية والانتماءات الحزبية والمناطقية ، تتشكل في فرق عمل على كافة المستويات ، لتقدم كل أوجه الدعم والإسناد التي يحتاجها في هذه المرحلة
فهل تتملك أطراف الشراكة السياسية الشجاعة والشعور بالمسؤولية للقيام بهذه الخطوة الهامة والضرورية لإنقاذ الوضع السياسي والحفاظ على الجبهة الداخلية ووحدة الصف والتجرد عن المصالح والتخلي عن الحسابات الذاتية الضيقة وذلك بتقدير مايملكه الصماد وتوفير ما يحتاجه بإعتباره الحل المتاح ؟؟؟!!!!