من صفحة الصحفي / عبد الفتاح حيدرة
تحدثت لكم في الانطباعات السابقه عن وعي رجال الله والوطن في جبهتي حرض وميدي وكيف استطاع وعي المقاتلين هناك ان يسلبنا ثقافتنا ومعرفتنا وتفكيرنا ويظهره صغيرا امام وعيهم وثقافتهم وتفكيرهم الصامد والثابت والمتحدي والمنتصر على أكبر ترسانه في العالم للمال والسلاح والمرتزقه والتكنولوجيا ..
اليوم سأحدثكم بمرارة وغصة في قلبي وجرح في وجداني الوطني كأنه شق بفأس صدئ عن معاناة المقاتلين في جبهتي ميدي وحرض، وحتى لا يفهم الامر خطأ فانها ليست معاناة ناتجه عن ظروف طبيعة الأرض او ظروف حرارة الجو او ظروف المعارك وقصف طيران العدو السعودي وزحوفات مرتزقته..
إنها معاناة أخطر بل وأشد خطرا من كل ذلك، إنها معاناة الإهمال والتقصير والتأخير من مؤسسات الدولة وعلى رأسها قيادة وزارة الدفاع، كان هذا ما آلمني وكسر ظهري عندما سألت عن أفراد رسميين من الجيش إلى جانب اللجان الشعبيه والمجاهدين فكانت الإجابة هي عدم وجود اي افراد رسميين من قوات الجيش اليمني في جبهتي حرض وميدي وقد تكون هاتين الجبهتين شبه خاليه تماما من التواجد العسكري المؤهل والمدرب التابع لألوية وزارة الدفاع في اهم جبهتين للدفاع عن الوطن وتراب الوطن الذي يصرف عليه أكبر ميزانية منذ ان عرفنا انفسنا..
وجهت سؤالي مباشرة لقائد الشباب المقاتلين في محور جبهتي ميدي وحرض عن مشاركة الجيش الرسمي التابع لوزارة الدفاع في الجبهه وقبل ان يجيب على سؤالي صمت ثم تنهد، واقسم لكم وكأن تلك التنهيده رصاصة ووضعها بين عيوني، ثم أكمل كلامه وشاركه الحديث بغصه جميع من كانوا معنا من المجاهدين والمقاتلين “لا يوجد أحد من الجيش بصفه رسميه معنا هنا ” وأكمل قائد الشباب المجاهدين “لدينا هنا في اطراف مؤخرة جبهه حرض لواء كامل فيه 25 فرد فقط وبدون قائد للواء ومشاكلهم اليومية فيما بينهم التي تشغلنا عن مواجهة العدو أكثر من مشاكلنا مع العدو نفسه بعشرات المرات”..
قال هذه الجمله وصمت مستدركا ان نحن صحفيين، شعرت بذلك عند صمته وكأنه يقول لنا وهو صامت لم يتحدث ” مهما كانت المتاعب والمشاكل في إلتحاق الجيش بالجبهات فلا يجب ان يظهر ذلك للعلن”، ثم أكمل وقد استطاع ان يغيير تعابير وجهه ونغمة حديثه وبأخلاق عاليه وبروح المقاتل النبيل قال “إلا انه يا سيدي لا يمكن أبدا أن ننسى انه لولا دعم بعض قيادات الجيش اليمني الوفيه والمخلصه لنا وإسنادنا بإرسال كافة المختصين والمهندسين عندما نحتاجهم فإنهم لا يتوانون لحظه ويرسلون ما نطلبه وانا اعرف انه على حسابهم الشخصي وإلا لا سمح الله لكانت الجبهه قد سقطت.. اما من يتشدقون سياسيا وفيسبوكيا واعلاميا انهم هنا وانهم هناك وانهم في جبهة كذا وكذا فهاهي الجبهه امامكم اسألوا وابحثوا عنهم اينما تشائون.. وعاد البعض منهم هنا جنبنا اذا طلبنا منه التحرك يريد ميزانية دولة ليتحرك ليحافظ على موقع عسكري ”
يا قادة وزارة الدفاع وكما قال احد الاصدقاء ” انه من العيب والعار ان اغلب الابطال الذين يذودون عن شرف وكرامة اليمن والشعب اليمني والتراب اليمني هم من الشباب الذين لم يتلقوا اي تأهيل عسكري وعلى الرغم من ذلك يواجهون بكل شجاعه واقتدار وبامكانيات مكتسبه من طبيعتهم اليمنيه ووعيهم القرآني وثقافتهم الإيمانية أكبر جيوش العالم عددا وعتادا ويهزمونه شر هزيمه ، وحين تنفذ كل إمكانياتهم يقدمون ارواحهم فداء لوطنهم وشرف وكرامة وطنهم وشعبهم بينما كشوفات وزارة الدفاع مليئة بمئات الآلاف من المؤهلين المدربين المحترفين وراقدين في البيوت”..
يا سادة وقادة وزارة الدفاع إن مشاركة الجيش الرسميه تعني لكل يمني توحيد الهوية اليمنية كلها دفاعا عن الوطن وتعيد للجيش اليمني هيبته الوطنيه الجامعه التي سلقتها الاحزاب السياسيه واذلها المرتزقه واهانها الارهاب والميليشيات الارهابيه التابعه لحزب الاصلاح وفككها الخونه والعملاء، وبدون العمل الجاد على توحيد الجيش واللجان فإن ما تقومون به ومن يمنعكم ويقف حجر عثرة تجاه توحيد الجيش واللجان هو إستمرار مفضوح لما قام به من سبقكم في إذلال وإهانة وتفكيك الجيش اليمني..