*ليلة في جبهات العزة.
بقلم/ عبد السلام العزي
وانت تمسك بجهاز التلفون تقلب الصفحات والمواقع
وتتكأ علي مخدة ناعمة خلف ظهرك وتجلس علي مجلس مريح ونااااعم..
في منزلك و بين اهلك..
اغلق عينك وتخيل ..
أنت في منطقة صحراوية داخل حفرة من الرمل
تمسك بيدك بندقيتك وتحمل جعبك وعدتك وعتادك بهذا الوقت
وعلي مستوي نضرك مساحات من الارض الرملة الساحلية او الصحراوية او الجبلية ..
وبجانبك صناديق الذخيرة من صواريخ وقذائف واخري لم تراها في حياتك ..
تسمع فقط اصوات الانفجارات ..
تشعر بحبات الرمال تلفح جسمك ..
عيناك تغطي مساحات طولية وعرضية كانها جهاز مساحي لترصد اي تحرك..
اذنيك تصغي حتي كانها تسمع دبيب النملة في هذه الاراضي الشاسعة..
تشعر بحبات من الرمال ملتصقة بيديك وقدميك ..
تسمع اصوات الانفجارات تقترب ..
تتاهب بتجهيز سلاحك ..
تتواصل بمن يعطيك المعلومات عما يجري ..
تصوب السلاح وتطلق النار ..
تتنقل في المكان لتجد افضل الاماكن لتصويب سلاحك
ترتفع اصوات الانفجارت ..
الطيران يحلق ..
الاليات تقترب ..
تنظر الي اخوانك المجاهدين ينطلق منهم اعداد متفرقة
يختفي من امام ناظريك وهو يتوجة إلى مواقع المواجهة
تراه يوجه سلاحه الثقيل ويضرب بقاذئف تصيب الاليات وتنقشع الظلمة بنفجار كبير يكشف بقية من بجوار الية المعتدين ..
تنطلق من خندقك
توجهه سلاحك وتبدا في اطلاق النار وانت تشاهد تساقط المرتزقة تشعر بانك لست ممن يتساقطوا برصاص بندقيته
لم اصوب بهذه الدقه ..
يتراجع المرتزقه يتركوا اليات عملاقة يتقافزوا كالفئران و يولوا الدبر
يا الله تسمع اصوات المجاهدين ترتفع بالصرخه وهتافات الحمد والشكر لله لقد دحرناهم لقد فروا وتركوا قتلاهم وجرحاهم
تقترب منهم لتري جثث العملاء المرتزقة
يا إللهي ..هذا الرجل يقدم روحه مقابل ماذا ؟!!
الي اين يريد ان يدخل ؟! ولماذا خرج منها اذا كان يقاتل للدخول !
وبينما انت تنظر وخيالك يبحث عن الاجابات تسمع اصوات الطائرات وتري لهيب القذائف..
تعود الي مترسك..
يضج المكان امامك بنفجارت كبيرة
وتشتعل النيران في مواقع تعرف انها للمرتزقة
ماذا يجري !!!
يقصفوا مواقعهم !
يخربوا بيوتهم !
يقتلوا عملائهم!!
نعم هذا جزاء العملاء ..
وانت في جبهة العزه والشرف والحق ..
هذه هي حياة المجاهدين وهذه ليالي رجال الله في جبهات الشرف..
وهذا انت لاتزال تمسك بتلفونك وتتكأ علي مخدتك وتستمتع بحياتك وحريتك
بفضل هولاء الرجال العظماء
فلا تنساهم من دعائك ودعمك وهتمامك باسرهم واحوالهم وجرحاهم وشهدائهم..