تقرير عام عن خسائر القطاع الصحي خلال 730 يوما من العدوان والحصار الأمريكي السعودي على اليمن … أصدرته قطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة العامة والسكان
كتب/ابراهيم الاشموري
يتجلى الحقد السعودي في اوضح صُوَره من خلال الاستهداف الواسع والصريح للقطاع الصحي للمرافق الصحية والذي دأب عليه العدوان طيلة العامين الماضيين مخلفا اضرارا فادحة في هذا القطاع الحيوي الذي باتت مهددا بالانهيار التام بسبب الاستهداف العسكري الممنهج للمنشئات وكذلك بسبب الحصار ومنع دخول الادوية والمحاليل الطبية وهو ماينذر كما يقول مسئولو وزارة الصحة العامة والسكان بكارثة انسانية غير مسبوقة في العالم وستظل وصمة عار في جبين الانسانية.
ورغم التحذيرات الدولية والوطنية من مخاطر انهيار المنظومة الصحية في اليمن الا ان العدوان لايزال على نهجه المستمر منذ اكثر من عامين في قصف المنشئات الصحية ومنع دخول الادوية والمستلزمات الصحية الضرورية الى البلاد.
ارقام مهولة
تشير آخر الاحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة العامة عن خسائر القطاع الصحي جراء العدوان الى ارقام مهولة وكارثية لحجم الخسائر المادية للمنشئات الصحية والتجهيزات الطبية ناهيك عن اعداد الشهداء والجرحى الذين قضوا في القصف الجوي لتحالف العدوان.
وتوضح تلك الاحصائيات التي اصدرها قطاع الطب العلاجي والتي توثق الخسائر البشرية عموما والمادية في القطاع الصحي لـ717يوما من العدوان بان اجمالي اعداد الشهداء والجرحى المدنيين بلغ بعد 717يوما من العدوان ثلاثون الفا وخمسمائة وثلاثة واربعين بينهم ثمانية الاف واربعة وخمسين طفلا وامراة فيما بلغت حالات الاصابة بالاعاقة جراء العدوان الفا وثمانمائة وسبعين حالة.
وتوضح الاحصائية بان اعداد الشهداء من المدنيين بلغ تسعة الاف ومائة واربعة وثلاثون اما الجرحى فقد وصل عددهم الى تسعة عشر الفا وخمسمائة وتسعة وثلاثون جريحا اما اعداد الشهداء من النساء فقد بلغ خلال الفترة ذاتها الى الف وثلاثمائة وستين امراة اضافة الى اصابة الفين ومائة وواحد وسبعين سيدة كما استشهد الف وثمانمائة وعشرة اطفال واصيب الفان وسبعمائة وثلاثة عشر طفلا وطفلة
انهيار المنظومة الصحية
دأب تحالف العدوان على استهداف منشئات ومرافق القطاع الصحي بشكل واضح وقصف الكثير من المستشفيات والوحدات الصحية وخاصة في محافظتي صعدة وحجة حيث احال مستشفيين تابعين لمنظمة اطباء بلا حدود في مديريتي حيدان وعبس الى ركام.
ويقول الدكتور/ناصر بن يحيى العرجلي وكيل وزارة الصحة العامة والسكان لقطاع الطب العلاجي في حديثه لـ”الثورة” بمناسبة مرور عامين على بدء العدوان بان الاثار الناجمة عن هذا العدوان الغاشم كانت كارثية على المنظومة الصحية في اليمن.
ويضيف العرجلي ان ماتعرض ويتعرض له القطاع الصحي اليمني بات ينذر بكارثة انسانية غير مسبوقة في العالم خاصة في ظل اغتيال ابسط الحقوق الصحية التي كفلها القانون الدولي والمتمثلة في حق الانسان المريض في الحصول على العلاج بدون النظر عن اية صراعات عسكرية وسياسية..مشيرا الى ان الحقائق التي سجلتها الاوضاع الصحية في عموم محافظات الجمهورية تشير الى نتائج كارثية تهدد بانهيار المنظومة الصحية برمتها وهذا يعني ان ملايين اليمنيين لن يكون بامكانهم الحصول على الخدمات الطبية اللازمة ناهيك عن عشرات الآلاف من المصابين بالامراض المزمنة باتوا حاليا امام خطر الموت المحقق بسبب نفاد الادوية والمحاليل الطبية التي يحتاجونها ومنع تلك الادوية من الدخول الى البلاد
ويوضح الوكيل العرجلي بان كل المناشدات ونداءات الاستغاثة الانسانية التي وجهتها وزارة الصحة منذ وقت مبكر من العدوان وحتى الان حول خطورة الموقف وضرورة التدخل الدولي العاجل لتلافي الكارثة الانسانية المحققة من خلال الضغط على دول العدوان لرفع الحصار والسماح بادخال الادوية والمحاليل الصحية الا ان تلك الدعوات لم تلق آذانا صاغية لتستمر الماساة.
احصائيات وارقام
الخسائر المادية التي لحقت بالمنشئات الصحية والتجهيزات الطبية جراء الاستهداف المباشر لطيران العدوان كانت كبيرة وفادحة وبحسب احصائية قطاع الطب العلاجي لـ717يوما من العدوان فقد بلغت اجمالي المنشئات الصحية المتأثرة مباشرة من العدوان في عموم المحافظات 180منشأة و232وحدة صحية ومصنعين للاوكسجين و63سيارة اسعاف
وتوضح الاحصائيات بان تقديرات الخسائر الاولية للمنشئات بلغت ثمانية مليارات وثلاثمائة واثنان واربعون مليون واربعمائة واربعة وعشرون الف ريال فيما بلغت التقديرات الاولية لاجمالي الخسائر المادية للتجهيزات الطبية تسعين مليون وثمانمائة وخمسة وستين الف دولار.
وفيما يلي جداول توضيحية اعدها قطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة تبين بالتفصيل حجم الخسائر البشرية وكذا الخسائر المادية والمنشئات الصحية والتجهيزات الطبية على مستوى المحافظات خلال سبعمائة وسبعة عشر يوما من العدوان :(جدول 1-جدول2)
الامراض المزمنة
مرضى الامراض المزمنة وخاصة مرضى السكري والكلى والسرطان والكبد باتوا يعيشون بعد مرور عامين من العدوان وضعا انسانيا بالغ الصعوبة والتعقيد فعشرات الالاف منهم كمايقول وكيل قطاع الطب العلاجي امام تهديدات حقيقية بالموت بعد تعذر الحصول على الادوية والمحاليل الضرورية لضمان بقائهم على قيد الحياة بسبب الحصائر الجائر المفروض على اليمن ويشير الى ان التفاعل الايجابي الذي ابدته بعض المنظمات الطبية والانسانية ازاء الدعوات والمناشدات لانقاذ حياة هؤلاء لم تكن بالمستوى المنشود ولم تساهم الا في توفير نسبة ضئيلة من الادوية المطلوبة
حيث كان التجاهل مصير تلك النداءات الامر الذي جعل المجتمع الدولي امام مسئولياته الاخلاقية والانسانية ازاء معاناة اليمنيين المصابين بالامراض المزمنة وتفاقم هذه المعاناة وكذا تردي الوضع الصحي وبلوغه اسوا مستوياته على الاطلاق بسبب العدوان والحصار ..مشيرا الى ان الوقت بات ضئيل جدا امام المجتمع الدولي ومنظماته الانسانية لتلافي وقوع هذه الكارثة الوشيكة التي ان وقعت فلن يرحم التاريخ ايا من المتسببين فيها والمتواطئين وحتى الصامتين عن هذه الجرائم.
احصائيات دولية
منظمة الصحة العالمية اشارت إلى تراجع الخدمات الصحية في اليمن نتيجة الوضع الذي يشهده، متحدثة عن اضطرار أكثر من 1900 مرفقٍ صحي من أصل 3507 مرافق إلى إيقاف خدماتها كلياً أو جزئياً، ما أدى إلى حرمان الآلاف من الحصول على الخدمات الصحية الأساسية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الحرب المستمرة في اليمن أدى إلى إضعاف الخدمات الصحية واضطرار أكثر من 1900 مرفقٍ صحي من أصل 3507 مرافق إلى إيقاف خدماتها كلياً أو جزئياً، ما أدى إلى حرمان الآلاف من الحصول على الخدمات الصحية الأساسية.
وطبقاً لنتائج نظام رسم خرائط توافر الموارد الصحية والمدعوم من منظمة الصحة العالمية نفذته مؤخراً ، فإن 274 مرفقاً صحياً في 16 محافظة شملها المسح قد تعرّضت لأضرار مادية (69 كلياً و205 جزئياً).
كما أظهرت النتائج بأن 45% فقط من المرافق الصحية تعمل بشكل كليّ، فيما توقف العمل تماما في 17% من المرافق الصحية.
حوالي 35% من المرافق الصحية فقط مستمرة في تقديم التدخلات الصحية للأمهات والأطفال حديثي الولادة .
شحة الخدمات
وكشفت النتائج عن وجود فجوة كبيرة في توافر الخدمات الصحية، حيث تبين بأن الخدمات الصحية العامة وخدمات إدارة الإصابات مُتاحة فقط في ثلث المرافق الصحية، بينما تتوفر خدمات صحة الطفل ومعالجة سوء التغذية في 4 من كل 10 مرافق صحيّة.
وتُعتبر الخدمات الخاصة بالوقاية من الأمراض المعدية الأكثر توافراً، حيث تتواجد في 55% من المرافق الصحية، فيما تستمر العناية الصحيّة للأمهات والأطفال حديثي الولادة في 35% من المرافق الصحية.
أما الخدمات الصحية المتعلقة بالصحة النفسية والأمراض المزمنة فلا تتوفر سوى في 18% من المرافق الصحية.
وأظهرت النتائج أيضاً نقصاً كبيراً في عدد القوى العاملة الصحية. وبالرغم من أن المسح أشار إلى وجود أكثر من 33,000 عاملاً صحيّاً (أطباء، ممرضات وقابلات) في 16 محافظة، إلاّ أن هناك تفاوتاً في توزيع هذه القوى العاملة بين المحافظات.
فقد أشارت النتائج إلى أن 70% من المحافظات التي شملها المسح لا تلبّي معايير منظمة الصحة العالمية، فيما يتعلق بعدد العاملين الصحيين مقابل عدد السكان (22 عاملاً صحياً لكل 10,000 من السكان). إضافة لذلك، فإن 49 من 267 مديرية شملها المسح تفتقر للأطباء.
اثار كارثية
وتأثرت خدمات الرعاية الصحية للمستشفيات تقريباً في جميع المحافظات اليمنيّة بسبب الصراع المستمر.
ولجأت العديد من المستشفيات العامة إلى خفض أو إغلاق بعض الأقسام مثل غرف العمليات ووحدات العناية المركزة.
ويقول الدكتور أحمد شادول، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، “خلّفت الحرب في اليمن آثاراً كارثية على النظام الصحيّ الذي كان يصارع أساساً قبل الأزمة الراهنة. هناك العديد من المرضى والجرحى يعانون فعلاً من العواقب الوخيمة لهذه الحرب”.
وأكد الدكتور شادول استمرار منظمة الصحة العالمية والشركاء الصحيّين في تقديم الدعم للاستجابة للإحتياجات الصحية الملحة.
ورغم الظروف، تعمل السلطات الصحية والمنظمات الدولية في اليمن على تطوير الاستراتيجيات الصحية لتقديم الخدمات للسكان الأكثر احتياجاً، ويوفر نظام رسم خرائط توافر الموارد الصحية رؤية حقيقية لإنجاح هذه الخطوة.