بعث وزير الخارجية المهندس هشام شرف رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريس، والمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين.
أعرب وزير الخارجية في الرسالتين عن استنكاره وإدانته لإستمرار العدوان السعودي الهمجي، وعلى مسمع ومرأى العالم، وممارسة أعماله الوحشية دون رقيب أو حسيب منتهكاً كافة الإتفاقيات والمواثيق الدولية بحق المدنيين العزل ومنها الجريمة التي حدثت أمس الأربعاء الموافق 15 فبراير 2017 في هجوم مزدوج على تجمع مدنيين عزل بقرية شراع بمديرية أرحب بمحافظة صنعاء، حيث تم إستهداف مجلس عزاء نساء بغارة جوية وتلى ذلك غارة ثانية إستهدفت المسعفين، وهذا يُصنف في القانون الإنساني الدولي بجريمة ترقى إلى جريمة حرب.
وطالب الوزير شرف الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بإدانة هذه الأعمال الاجرامية بحق المدنيين العزل، والإضطلاع بمسوليتهما الدولية والإنسانية بسرعة تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في الجرائم التي يرتكبها العدوان السعودي وتُبين مصدر ونوعية السلاح المستخدم بحق المدنيين وإدانة هذه الإنتهاكات التي تعودت دولة العدوان القيام بها دون مبالاة بعد السكوت عن جرائم مماثلة طالت المدنيين .
وحذر وزير الخارجية، في رسالتيه للأمين العام للأمم المتحدة، وللمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، المجتمع الدولي من خطورة ما يرتب له العدوان السعودي ومرتزقته بالترويج لإعلان محافظة الحديدة والشريط البحري للجمهورية اليمنية على البحر الأحمر منطقة عسكرية.
وأشار إلى ما يحمله هذا الإعلان من التلويح بالعزم على إرتكاب جرائم قتل وتشريد بحق المدنيين في تلك المنطقة، علاوة على التهديد المتكرر للعدوان السعودي بإستهداف ميناء الحديدة الذي يُعد المنفذ الوحيد لدخول ما يزيد عن 70 بالمائة من المواد الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية والمساعدات الإنسانية إلى اليمن، مما يعني إستمرار ممارسة سياسة تجويع ستطال أكثر من 80 بالمائة من أبناء الشعب اليمني، وما سيترتب عنه من زيادة المعاناة والكارثة الإنسانية التي تشهدها اليمن بسبب عدوان السعودية وحلفاءها ومن والاهم وكذا الحصار الشامل المتعمد والحرب الإقتصادية الرامية إلى تدمير كل مقدرات وامكانات الشعب اليمني .
وتطرق وزير الخارجية إلى مسار جهود السلام الرامية إلى وقف العدوان ورفع الحصار.. مؤكداً أنها لن تكتمل دون السير في مسارين متوازين وهما مسار التفاوض اليمني – السعودي كون مصدر العدوان وتمويله بالسلاح والأموال أساسه المملكة السعودية وآخرين خلفها ، ومسار التفاوض اليمني – اليمني والذي لن يرى النجاح إلا بعد توقف أموال وأسلحة السعودية وحلفاءها.
وأكد وزير الخارجية أن مسلسل العدوان والعنف وخلق بؤر وجماعات الإرهاب في العديد من المحافظات من قبل الجانب السعودي سيدفع بالجمهورية اليمنية للرد عليه بكل الوسائل المتاحة عملا بمبدأ حق الرد وبالتالي يستمر مسلسل العدوان والعنف الذي سيطول بلا شك الأراضي السعودية عاجلا أم آجلا .
واختتم الوزير شرف رسالتيه بالقول” إن مثل هذا الوضع لن يوصل المنطقة إلى وضع سلام واستقرار ينشده الجميع، وأن الحل الواضح والمنطقي هو الجلوس مع المعتدي الرئيسي السعودية بدلا من مفاوضات اللا سلام ، أو البحث عن السلام مع وضع العوائق كما هو حاصل خلال الفترة الماضية والحالية”.