(( السيد الحوثي لا يهتم بالحاضر !! )) قراءة تفصيلية لجوانب من كلمة السيد عبدالملك الحوثي في ذكرى أسبوع الشهيد
يقدمها د.يوسف الحاضري
Abo_raghad20112@hotmail.com
في قراءتي للكلمة التي ألقاها السيد عبدالملك الحوثي يوم الجمعة ال13من جمادي أول 1438هجريه الموافق ال 10من فبراير 2017م والتي لن أكون السباق في طرح هذه الرؤية وهذه القراءة فبطبيعة الحال فقد سبقتني إليها عدد من مراكز الدراسات الإستراتيجية العالمية التي تتبع البيت الأبيض في واشنطن (مركز صناع القرار ) وتتبع أيضا الكيان الصهيوني والمملكة المتحدة البريطانية ، والتي لم تمض ربما ساعات بسيطة إلا والتقارير الكاملة عن الكلمة على طاولات صانعي القرار السياسي في تلك البلدان ، ومن هذا المنطلق سأخوض في جزئيات هامة قد يهتم بها الأعداء هؤلاء كالتالي :’
– المناسبة كانت (ذكرى الشهيد) ولكن السيد الحوثي وخلال أكثر من 80 دقيقة لم يسترسل بشكل كبير في ذكرهم بالأسلوب النمطي الإعتيادي الدائم بل أكتفى بالثناء عليهم وعلى أسرهم ثم نحى في حديثه مناحي كثيرة غير الشهيد ،،، وهذه لها دلالات كثيرة لعل أهمها أنه يرى أن الأسلوب الأمثل لشكر الشهيد والثناء عليه من خلال مواصلة مسيرتهم الحياتية الجهادية البناءة والتي تمخظت تضحياتهم إلى كل هذه النتائج والتي ذكرها السيد في كلمته ، عوضا عن أن ربطه لموضوع الإنجازات العسكرية التصنيعية بذكرى الشهيد والتي أدخلت السعادة والطمأنينة الى نفوس الشعب اليمني ليرتبط مسمى الشهيد وأسبوعه بأمور وأحداث جميلة نفسية عند المجتمع ككل ، وهذه سيفهمها العدو أن مسألة الشهادة في هذا المجتمع اليمني مسألة غاية يتمناها الجميع كهدف حياتي لهم يسمو عن بقية الأهداف.
– ثباتية الموقف والأهداف التي تجسدت في مسيرة قيادته للمسيرة القرآنية خاصة ولثورة ال21 من سبتمبر عامة وللشعب اليمني تعكس أن السيد الحوثي لا يسعى للإهتمام اللحظي بالحاضر المعاش بل أنه يؤسس أرضية صلبة ليمن قوي ومستقر وآمن وحاضن للجميع عبر تضحيات الحاضر لضمان المستقبل ومستقبل المستقبل متجاوزا في رؤيته كل سلبيات الحضارات السابقة ، فعدم خضوعه للعدوان ولحشوده التاريخية ولقوته الأسطورية تمحور في إستمراريته في دعوة المعتدين للتقارب والحوار على ركائز ثابتة وجدناها في خطاب قاله قبل العدوان (في خظم رقي ثورة21 سبتمبر) ووجدناها في خطاب اطلقه بعد شهر من العدوان وفي خطاب الأسم وهذه الركائز الثلاث هي (المصالح المشتركة – الندية – الإحترام المتبادل ) فلم تتغير نظرته لليمن مستقبلا رغم تغير الظروف والأحداث مما يعكس هدفه الذي يشاركه كثير من الشعب اليمني
– رغم مرور 685 يوما على العدوان ، لم يطلق صاروخ بالستيا إلى الرياض الا قبيل كلمة السيد بأيام والتي ذكر في كلمته التطوير العظيم للصناعات الصاروخية وربطها بما حصل قبل أيام لتكون الرسالة الخطابية معمدة ومثبتة وموثقة بفعل وليس لمجرد الإستهلاك الاعلامي وهذا الامر سيجعل من العدو خاصة الأمريكي والصهيوني والبريطاني يعمل حسابه وبنسبة كاملة في ما طرحه السيد حتى وإن قللوا من شأنها في نفوس السعودية وبقية الدول العربية لاهدافهم الخاصة في استمرارية الحرب .
– الإعلان إنتاج عن منظومة دفاع جوي وهجوم جوي في آن واحد وبخبرات يمنية بعد ما يقارب العامين من الحصار الخانق والحرب الإقتصادية الشديدة والعدوان العسكري الهستيري يعكس مدى طمأنينة قيادة اليمن لما يحدث فيها فمدة 680 يوما من محاولة للتصنيع هي ليست مدة طبيعية في ظروف حربية قد كان يمكن مثلا لليمن ان تسقط خلال هذه الفترة ويسقط معها هذا التصنيع وهذه أمور محتملة للكل بإستثناء القيادة التي لم يؤثر عليها هذا الاحتمال تأثيرا نفسيا سلبيا فيجعله آني التفكير ولحظي القرار بل وضع خطة طويلة المدى واثقا بثباتية الشعب وضموده وانتصاراته فجاءت النتائج كما نلمسها اليوم وسنلمسها في قادم معركتنا التاريخية
– نفسية القائد التي ترى أن الحرب سيطول أمده لأبعد مما قد يظنه الأغلبية يل حتى لما قد خطط له المعتدي السعودي ترتقي بتحديده السليم والصائب للعدو الاكبر والاخطر إلى الأمريكي ومن يدور في فلكه كالكيام الصهيوني والذي سيستمر في عدوانه على اليمن حتى ولو إستهلك المملكة السعودية ودول الخليج فسيبحث عن وكيل آخر يتكفل بتكاليف الحرب وجنود الحرب ، وهذه الرؤية والنفسية إكتسبها من السيد المؤسس حسين الحوثي رحمه الله عندما وضع في المنهجية مسارا لأي قائد يأتي من بعده مرتكزة على الصرخة ( #الموت_لأمريكا )
– تصنيعه وإعلانه الواثق بالله للطائرات بدون طيار ولمنظومة ردع صاروخية وتطوير مدى البالستيات إلى ابعد من ابعد من الرياض نسف بها نظرية (أن العقل الغربي هو الذي يحق له ان يفكر ويخترع ويطور ويكتشف والعقل العربي هو عقل بدائي إستهلاكي عاطفي لا يمكن باي حال من الاحوال ان يخوض هذا الغمار ) والتي كانت عقولنا ومناهجنا المدرسية والجامعية والمسجدية والمجتمعية والثقافية والفكرية تساهم في تعميق هذه النظرية في عقولنا ونفوسنا على مدار قرون من الزمن فكان التحطيم لهذه النظرية ولهذه العقول والنفوس الإنحطاطية والانبطاحية من دولة كانت تستورد حتى الملاخيخ (عيدان الاسنان) وفي غمرات عدوان طويل المدى وحصار شديد خانق وغير ذلك من عوامل لا تساعد في ذلك بل انها تساهم أكثر في تعميق النظرية ، وهنا تحدث المعجزات (وفق مقاييسنا البشرية)
– عن أحداث ال11 من فبراير 2011م والتي كان يظن الكثير من المراقبين انه سيتطرق إليها خاصة وكملته هذه كانت في ال10 من فبراير اي قبل يوم واحد من الحدث والذكرى والتي لم يتطرق لها لا من قريب ولا من بعيد ولم يرمز حتى إليها بشيء تعكس مدى سعيه الجاد الى إحتواء المجتمع اليمني ككل في رسم مسار المستقبل سواء على المستوى القتالي العسكري او على المستوى التنموي البنائي او على المستوى المجتمعي الداخلي وهذه صفات لا تتواجد الا عند قيادات قليلة جدا عبر التاريخ وهذه القيادة يدرك العدو انه سيفشل أمامها في سعيهم إلى استغلال الورقة الداخلية في حربها هذه ، رغم انه في الاساس ان الاحتفال بهذا اليوم من فئة معينة يجب الا تؤثر او تغير من موقف الفئة الأخرى ضد العدوان بأي حال من الاحوال والعكس .
– الولاعة (القراعة ) ، يدرك الجميع ان السيد الحوثي لا يستخدمها استخداما مستمرا لذا فإن حملها معه في جيبه ليست اولوية كما يحملها المدخنون مثلا ، ومن هذا فان استخدامها في كلمته استخدامها لفظيا وشكليا من خلال اظهارها في محور حديثه عن اساليبنا القتالية للتصدي للعدوان يدلل دلالة واضحة انه تعمد ذلك مسبقا وهذا التعمد ليس لمجرد الإستهزاء او الاستهتار او الإستخدام اللحظي للضحك اللحظي فهو يدرك تماما ان العالم سيشاهده ويدرك تماما دلالات هذه المشاهدة له ولكن كانت هذه الحركة الفعلية لأهداف كثيرة أهمها إظهار مدى قوتنا بالله أمام فخر الصناعات الامريكية العسكرية والتي تحولت هذه الترسانة العظمى إلى أوهن من بيت العنكبوت بأسلحة (ان جاز ان نطلق على الولاعة سلاحا) لا يصل حتى الى مستوى رباط الخيل وتعكس ايضا كم نحن مستعدون للتصدي للعدوان ولاسلحته من القراعة حتى البالستي ، وهي رسالة لأعداء أمريكا ليتخذوها عنوانا للتشفي منها بما سينعكس نفسيا وبشكل مرهق لهم في شيء يعتبر عندهم أسطورة ، والذي بدروه سينعكس بالغضب الشديد على الجيش السعودي الذي كان هو السبب الاساسي لما وصل اليه الامر ، وأيضا سيعطي الدول المعادية لامريكا رؤى واضحة عملية لما تمثله هذه الترسانة الامريكية من هشاشة ونقاط ضعف فتؤدي لكسر هيبة البنتاجون وما تنتجه في نفوس هؤلاء كان ربما ستحتاج هذه الدول لكتيبة استخباراتية كبرى لتصل الى هذه النتائج .
– وصف الترسانة الامريكية كالابرامز والمدرعات بوصف جميل ورائع لم يتطرق اليه اي إعلامي سابق سواء كان يمني او غير يمني عندما قال عنها انها حمل وديع وارنب ، فالحمل الوديع عندما يهرب من فيها فيتركها بين يدي الجيش اليمني واللجان الشعبية فتخضع لهم كخضوع الحمل بدون ادنى ممانعة او مقاومة ، ووصف اﻷرنب عندما يولي الجندي السعودي الفرار بها عند ملاقاة الجندي اليمني كما تهرب الارنب مسرعة وبكل حرص دون ان تلتف وراءها لتنجو من مصير محتوم كمصير الحمل ، وهذاةالحال للمدرعات والدبابات الامريكية للجندي اليمني وقوته وشموخه وسمو هدفه وحقيقة قضيته السبب الاسمى فيها لانه يقاتل بسلاح وقوة (الله) وهذا ما وضحه السيد في خطابه
– الفساد الفساد ، اعطاء هذا الامر وقتا وطرحا طويلا وقويا ومركزا ليس الهدف منه الهجوم على طرف معين ولكن من منطلق مسئوليته الشاملة المحتوية للجميع وبأن انشغاله الكبير في مسارات الحرب والاعداد والتخطيط لا يعنس اغفاله عن امور داخلية هامة جدا حتى في مثل هذه الظروف والتي قد تنعكس سلبا على التلاحم الداخلي اليمني فكاتت رسائلة تصب في توثيق الجبهة الداخلية بوثاق الوضوح والنزاهة وتوحيد المسار للجميع ضد الفساد واهله كائنا من يكون.
الحديث يطول في تحليل كل كلنة قالها السيد الحوثي فكلمته لم تقال من منظور سياسي ذات صبغات عصرية ولكنها كانت من منظور قراني بحت والذي يكون السيد الحوثي من اكثر القيادات التاريخية التي ترجمة القران ترجمة سياسية وعسكرية ومجتمعية وحياتية واقتصادية وإعلامية وغير ذلك والتي تعكس ان المنهجية واحدة ومرتكزاته ثابتة ومتينة واهدافه شاملة ودائمة لا تنحصر فقط في (نتائج لحظية يومية مؤقتة ) بل لأهداف دايمة مستمرة مستقبلية شاملة ، وهذه سياسة القران وحملة مشروعه العظيم المتجسدة في هذا الرجل العظيم ، لذا فهذه الامور كافية للشر الشيطاني وعبيده من أئمته كالامريكان والكيان الصهيوني وعبيدهم من النظام السعودي والأنظمة الاخرى ليشنوا هذه الحرب الكبرى والاشد والاشرس عبر التاريخ ، فإن لم يكن هذه منهجية الشر والشيطان فما هو دوره في الحياة وما هو التوصيف المناسب لأعماله وما هي اساسا اهدافه ؟؟
#د_يوسف_الحاضري