الشهيد القائد
[الاعتقاد بأن أهل الحق (ضعفاء)، وأن أهل الباطل هم المنتصرون]!!
انتقد الشهيد القائد سلام الله عليه هذه الثقافة المغلوطة السارية بين الأمة، والتي ترتب على الإيمان بها أن أصبحت الأمة ذليلة مهانة تحت أقدام اليهود والنصارى، وكثيراً ما يتناول الشهيد القائد –بقلب موجوع دامٍ- هذه الثقافة في محاضراته، محاولاً إرجاع الأمة إلى القرآن، وإثبات أن القرآن عكس هذا تماما، حيث يقول الشهيد القائد: [وقال سبحانه: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}(الأنبياء18)].هذه قضية، قضية معرفة، الحق والباطل، وموقع الحق، وموقع الباطل، ومدى قوة الباطل، والحق. هذه القضية يجب أن يفهما الناس بشكل واضح، أن الله يتحدث عن الباطل بأنه يُزْهَق أساساً، لا يثبت، لا يستقر، لا يستطيع أن يثبت على قدميه أمام الحق. وكيف التصور الآن بالنسبة للحق والباطل؟ قد الحق الذي نعتبره لا يستطيع أن يثبت! والباطل هو الراسخ في الدنيا، والدنيا خلقت للباطل!! هذا من المفاهيم المقلوبة، المغلوطة.{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} أليس هو هنا يتحدث معك عن طبيعة الباطل؟ كيف هو، كيف اهتزازه، كيف عدم رسوخه، كيف أنه هو الشاذ في الحياة، هو الذي لا يثبت، يتحدث في آية أخرى: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء}(الرعد17) ألم يشبهه بالزبد الذي يكون على الماء؟ عندما يحتمل الوادي، ويظهر [الجفلة] الزبد فوق الماء، هذه هي: الجفلة التي تراها عندما يحتمل الوادي. أليس هو يذهب جُفاء، لا يثبت؟ هذه تعطي رؤية بأن الباطل ليس هو الشيء الثابت في الدنيا، ولا خلقت الدنيا لتكون موقعاً للباطل يترسخ فيها فكأنها هي أرض الباطل، وليست أرض الحق! أبداً إن الله يقول: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ}(الحجر85) هي فطرتها قائمة على الحق، والحق ينسجم معها، وهي موقع الحق، ومكان الحق، من أين تأتي].
وأضاف أيضاً: [عبارة أنه أهل الباطل والباطل [وياخه الناس ما عاد هم سابرين، وهذه أشياء ما عادها متغير، والزمان هذا ما عاده سابر فيه شي…] أليست هذه عبارات تسمعها؟. هنا يقول لك: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ}(الأنبياء18) يقهره، يضربه ضربة قاضية{فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ}].