حجه نيوز
بقلم : أ/هلال الصوفي ، وكيل اول محافظة حجة
بداية نبارك تأسيس المجلس السياسي وحصوله على ثقة الشعب كخطوة في طريق الانتقال الى شراكة وطنية قادرة على قيادة الوطن الى النصر والأمان .
لقد دأبت اللجنة الثورية منذ تأسيسها كضرورة لا بد منها في لحظة انفلات إداري متعمد على خلفية احداث ثورة 21 سبتمبر التي قامت لأسباب رئيسيه منها الفساد المالي و الاداري ، وسياسة التفقير والتجويع والانفلات الأمني و المحسوبية .
كانت شاهدا عليه تقارير مهنية وتخصصية وصحفية اكدت ان ماحدث خلال فترة حكومة الوفاق الوطني من نهب وفساد وتدهور الأوضاع يفوق أي عبث في تاريخ اليمن ، وكان يمكن أن يستمر نهب الوزارات والدوائر والمؤسسات والهيئات الحكومية واتلاف مستندات ووثائق وتدمير البرامج الألكترونية الخاصة بالأجهزة الحكومية الرقابية والأمنية والادارات الحساسة التي تعتمد على المعلوماتية بقصد التخلص من الآثار و الأدلة التي تثبت كل التعاملات والخدمات المخالفة للقوانين والأنظمة النافذة في دستور الجمهورية اليمنية .
من هذا الاحساس الوطني جاءت اللجنة الثورية العليا و فروعها التابعة لها في المحافظات ، كخيار ثوري وطني يهدف الى تصحيح الوضع وتعديل المسار واستيعاب اللحظة الوطنية الاستثنائية لليمن وإيقاف العبث و العابثون لتسهم اللجنة الثورية في إيقاف تدفقات أموال الشعب داخل المعاملات برؤية غير واقعية وﻻ تقدم للوطن اي تنمية ، وهذه الصورة العامة انعكست في كل المحافظات .
لهذا تناولنا في تكويننا الثوري داخل هذه اللجنة مختلف القضايا التي كانت تمر داخل مؤسسات ومكونات الدولة . . . واوقفت اللجان الثورية الكثير من المخالفات والإجراءات سعيا للتخفيف من هدر المال العام واستغلال المناصب القيادية و المتوسطة وحتى المستويات الدنيا كانت تتورط في تسهيل وتكريس صورة الفساد الذي ابتلع اليمن ، واقول هذا من واقع التجربة التي عشنا تفاصيلها الدقيقة، ونحن هنا لا نزكي أنفسنا من الخطا و القصور إذ اننا جميعا في اللجان الثورية اعتمدنا على قدراتنا الذاتية و تحملنا مسؤولية شاقة في لحظة فارقة تخلى فيها الكثير عن اداء هذا الواجب الهام ، ولم يكن لنا فيها منافع كما يعلم الله بذلك وبمقدار التعب والتضحيات التي بذلتها اللجان الثورية متخلين عن أي حق شخصي و تركنا اعمالنا واهتماماتنا والكثير منا واجه مصاعب و مشاكل وتصادمات مع روتين كان قد ترسخ من سنوات طويلة ،واصبح كأنه الحق وكان ما نقدمه ينظر له كتطفل بسبب رفضنا للأخطاء والممارسات الغير قانونية، و التي ما جاءت ثورة 21 سبتمبر الا لإصلاحها وانتشال الوطن من مغبة انفاقه المظلمة ، قدمت اللجنة الثورية في مجمل تحركاتها الفاعلة دورا كبيرا في كثير من الجوانب الرقابية وتحملت اعباء جمة جراء اخطاء الآخرين الذين ما صدقوا ان هناك من يمكن ان يكونوا شماعة لفشلهم واخطائهم ، هكذا اصبحنا امام تسيب واهمال واستغلال العدوان لإحداث غياب وترك اماكنهم ومسؤولياتهم الهدف منه حدوث فراغ و هوة ، تعطل العمليات الإدارية والفنية والتنموية وإثارة السخط والشغب والاثارات لإسقاط الوطن في دوامة ومتاهه يريدها العدوان ومرتزقته لتدمير اليمن .
تحركنا بجهود ذاتيه وقدمنا ما يرضي الله بكل امانة واحساس وطني لا هدف لنا فيه سوى وازع الحب والانتماء الوطني ، وبعيدا عن تمترس الكثيرين للأصطياد في الماء العكر وتصيد الأخطاء في حين لم يقوموا هم بتحمل مسؤولياتهم بضمير واحساس حقيقي بالناس ، ومعاناتهم بالوضع المأساوي الذي يتعرض له المواطنين بسبب الحصار الاقتصادي الجائر ومؤثرات النزوح وتغير الجغرافيا السكانية و الاجتماعية .
لم يكن ان حاولنا ان نصبح بديل في اي من تلك الأماكن التي مثلنا فيها اعضائنا في اللجان الثورية ، وانما من اجل الرقابة لترشيد ما يمكن عمله بمبالغه تؤثر على واقعنا الاستثنائي والتحقق من كل العمليات و ايقاف ماهو مخالف لقوانين الدولة المتعارف عليها.
ﻻ اريد ان اطيل عليكم على ان تجربتي انا وجميع زملائي في اللجان الثورية كانت عميقة وفيها ما يمكن الاسهاب فيه ولا يتسع الموضوع له ، غير أني اريد الاشارة الى ان هناك اعضاء في اللجان الثورية بعضهم موظفين و آخرين لا توجد لديهم وظائف وهم الذين قدموا تضحيات كبيرة انعكست بقدر ايجابها واسهامها الوطني الذي تعزز في وجدانهم من خلال ممارسة اعمالهم ومسؤوليات كلفوا بها بقدرما أخذت منهم جهودهم واوقاتهم وعلاقاتهم ، ويجب من باب الإنصاف اعطائهم حقهم وتقديم ما يستحقه هؤﻻء الذين كانوا جنودا مخلصه في سبيل الوطن ، في لحظة استثنائية هرب منها الكثير وكانوا نموذجا للأمانة والصدق ، هؤﻻء هم الرجال الذين لم يعتذرون يوما ولم يتقاعسوا ولم يتهاونوا ، صبروا وجاهدوا حتى انفسهم حق جهاد والكثير قد لا يشعر بحقيقة ذلك لأنهم كانوا بعيدين عن همومنا والمشاكل والنجاحات ، والمساعي والتفاعلات التي كانت اللجنة الثورية وأعضائها يقدمونها كل هذه الفترة ،وما جى في كلمة رئيس المجلس السياسي أمام أعضاء اللجان الثورية يوم أمس فقد ذكر أن هناك معالجة لأوضاع أعضاء اللجان الثورية الغير موظفين وانصافهم وهذا أقل شي يقدم لهم .
كما اننا لم ننتظر ولم نلتفت لكل ما قيل وقالوا من كذب واتهمات وتحريض لأننا آمنا بمبدأ الثورة وهذه التضحيات في سبيلها وسنقدم المزيد فداء لوطننا الغالي والحبيب الى ان تنتصر اليمن وهذا عهد ووعد.