خلال حشد استفتائي شعبي: الرئيس يدعو للتعاطي مع الواقع الجديد ويوجه الوفد الوطني بمقاطعة المبعوث الدولي
حجه نيوز
“صنعاء”
وجه الشعب اليمني باحتشاده الجماهيري غير المسبوق اليوم في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء رسائل للداخل والخارج ، تعكس صلابة إرادته وتلاحمه واستبساله في الصمود في وجه العدوان .
وجاءت الكلمة الوطنية الهامة التي القاها الرئيس صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى امام الجماهير المحتشدة لتتوج تلك الرسائل برسائل اكثر شفافية وترسم أولويات الوطن في المرحلة الراهنة وآفاق التطور المستقبلي .
وفيما وصف ناشطون الخروج الكبير الذي شهدته العاصمة صنعاء بانه الاول من نوعه على مستوى شبه الجزيرة العربية على مدى قرون ، فان سياسيين ومحللين اكدوا في استطلاع رأي اجرته “سبأ ” ان الحشد يمكن اعتباره استفتاء شعبيا واسعا ، مستندين الى الزخم الذي امتاز به الحشد و التنوع الجغرافي والمكوناتي الذي تشكل منه .
وبحسب بعض المحللين فان الاحتشاد جاء تحت شعارات وعناوين واضحة كلها تصب في تأييد ومباركة الاتفاق السياسي والمجلس السياسي وهيكلته التي يقف على قمتها الرئيس صالح الصماد .
بموازاة ذلك قرأ بعض السياسيين كلمة الرئيس الصماد بكونها تحاكي ذلك التناغم الجماهيري الذي اتى ليبارك الاتفاق ، اذ ركز الصماد على شرعية الشعب في سياق اشادته بالحشد الكبير ، مشيرين الى ان تعريض الرئيس بالمقارنة بين الجموع المحتشدة في ميدان السبعين وبين شعوب بعض دول الخليج باعتبار الحشود تشكل اضعاف سكان اربع دول خليجية مجتمعة، يعد اشارة واضحة الى اتكاء المجلس السياسي على قاعدة شعبية وشرعية شعبية تفوق ما تمتلكه الانظمة في تلك الدول الخليجية التي تشارك في العدوان.
واثنى المشاركون في الاستطلاع على ما ابداه الرئيس الصماد من توجه صارم نحو استكمال خطوات الاتفاق السياسي وصولا الى مرحلة الاستقرار السياسي ، فضلا عن اعلانة وبكل ثقة عن اقتراب تشكيل حكومة خلال الايام القليلة القادمة، مشددين على أهمية هذه الخطوات بما يعزز من الاصطفاف الوطني في وجه العدوان وينعكس ايجابيا على الواقع الاقتصادي والامني في اليمن .
واجمع المحللون السياسيون ان تشكيل الحكومة سوف يسحب البساط من تحت المتاجرين بقضايا الوطن في الخارج باسم” الشرعية” ويجعل المجتمع الدولي ملزم بالتعاطي مع ما افرزته إرادة الشعب اليمني وشرعيته الدستورية باعتبارها الممثل الوحيد للداخل اليمني ، اضافة الى كونها ستحظى بثقة البرلمان في حين يدرك الجميع ان حكومة بن دغر شكلت بطريقة مخالفة للدستور والقانون ولم تنل ثقة نواب الشعب الامر الذي يجعلها حكومة غير شرعية.
وثمن المشاركون في الاستطلاع بسلاسة وقوة الخطاب الثوري للرئيس الصماد وما وجهه من رسائل للخارج ايضا والذي نسف الاطروحات التي حاولت تسويقها
بعض القوى الدولية موضحين ان خطاب الرئيس الصماد جاء ليدعو المجتمع الدولي الى ان يعيد قراءة الواقع اليمني ، ويخرجوا من تحت الانحناءات المخزية للضغوط التي تمارسها السعودية وفي مقدمة ذلك الامم المتحدة .
في هذا الصدد اشار بعض المحللين الذين استطلعت وكالة الأنباء اليمنية ” سبأ ” اراءهم الى ان الرئيس الصماد يتكئ في اتهاماته الى حقائق حصلت مؤخرا اهمها وابرزها موضوع ازالة اسم السعودية من القائمة السوداء لمرتكبي جرائم قتل أطفال اليمن والذي كشف مدى خنوع هذه المنظمة الدولية لما تمليه عليها مملكة الارهاب وهو ما افصح عنه أمين عام الامم المتحدة بان كي مون نفسه ضاربا بعرض الحائط بكل المواثيق الدولية التي تحث هذه المنظمة الدولية الاضطلاع بمسؤولياتها لردع الجرائم الوحشية ل آل سعود بحق أطفال اليمن.
واوضحوا انه على وقع تلك الرسائل النارية التي ارسلها رئيس المجلس السياسي صباح اليوم للمجتمع الدولي ، جاءت توجيهاته الموفقة للوفد الوطني بالعودة الى ارض الوطن في اسرع وقت وعدم الجلوس مع المبعوث الدولي حتى يتم التشاور في هذا الامر ، مشيدين بالتساؤل المنطقي الذي طرحه الصماد بانه اذا كان المبعوث الاممي عاجز عن اعادة الوفد الوطني الى صنعاء، فكيف له ان يستطيع وقف العدوان والحصار على اليمن واعادة السلام الى ربوعه ؟” ، وبخصوص ابعاد هذه الرسالة تقاطعت اراء السياسيين والمحللين في انها تحمل ابعادا استراتيجية ابرزها ان على المجتمع الدولي والامم المتحدة ان تدرك اختلاف الواقع السياسي اليمني الان ، وان التعاطي اليوم سيكون مع دولة ومؤسسات وليس مع مكونات كما في السابق .
في هذه الاثناء اعلن اعضاء في الوفد الوطني التزام الوفد بتوجيهات الرئيس في ايقاف اللقاءات بالمبعوث الدولي حتى يتم العودة الى ارض الوطن والتشاور مع المجلس السياسي في هذا الخصوص .