السيد القائد: السكوت أمام جرائم العدو الإسرائيلي إساءة كبيرة للإنسانية السيد رئيسي كان قائدا إسلاميا يحق للأمة أن تفتخر به
ألقى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم الخميس، كلمة عن آخر المستجدات في فلسطين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، موضحا أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يستمر لأجل القتل والتدمير ولن يحقق أهدافه التي أعلنها و هناك اعتراف أمريكي وإسرائيلي باستحالة تحقيق أهداف العدوان على غزة، والتشبث بها ليس إلا وسيلة للقتل، موضحا أنه و مع كل جرائم الإبادة الواضحة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في غزة يخرج الرئيس الأمريكي لنفي ذلك.
وأكد السيد أن قتل عشرات الأطفال والنساء ونسف الأحياء المدنية وتدمير المربعات السكنية لا تعتبر جرائم إبادة بنظر الرئيس الأمريكي، و قتل الفلسطينيين في الطرقات واستهداف تجمعاتهم والتجويع لمئات الآلاف لا تعتبر جرائم إبادة بنظر بايدن ، مضيف أن تدمير المنظومة الصحية ومنع الدواء وقتل المرضى ودفن الكثير منهم أحياء وسحق المعاقين تحت جنازير الدبابات ليست إبادة بنظر بايدن، كما أن تشريد مئات الآلاف وملاحقتهم وقتلهم في مراكز الإيواء واستهداف المخابز وآبار المياه ليست جريمة بنظر بايدن.
وقال السيد: ليس غريبا ألا يعتبر بايدن ما يجري في غزة حرب إبادة فالأمريكيين أساتذة الإجرام ولهم سوابق في الإبادة الجماعية، موضحا أنه من غير الغريب على الأمريكيين نفي جرائم الإبادة الصهيونية فهم يدعمونها ويشتركون فيها ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن العدوان الصهيوني على قطاع غزة لن يكون بهذا المستوى من الإجرام لولا الدعم والغطاء الأمريكي.
وأوضح أن الميناء العائم الأمريكي في غزة هو قاعدة عسكرية وقد افتضحت واشنطن حينما جلبت المدرعات وأنظمة الدفاع الجوي، مؤكدا أن الأمريكي يريد أن يحول قطاع غزة إلى سجن له بوابة واحدة عبر البحر يشرف عليها العسكريون الأمريكيون، لافتا إلى أن الأمريكي عبر الميناء العائم يريد أن يتحكم بالقليل من المساعدات وتوظيفها بما يخدمه عسكريا ويخدم الإسرائيلي.
ولفت إلى أن من الغرائب هو ما كان يقوله الأمريكي عن توقيف شحنة أسلحة للعدو ثم انكشف لاحقا إرسالها لقتل الشعب الفلسطيني، موضحا أن الأمريكي بحديثه السابق عن تعليق شحنة أسلحة للعدو حاول أن يتظاهر بشيء من التعقل وكأنه حريص على حياة المدنيين.
وشدد على أهمية أن تترسخ لدى الشعوب النظرة الصحيحة والواعية عن الدور الأمريكي العدائي والمستهتر بالإنسانية ومن المهم أن تترسخ النظرة الواعية عن حقيقة السياسات الأمريكية العدائية تجاه مختلف الملفات في منطقتنا والعالم، مؤكدا أن التوجه الأمريكي عدواني لا يراعي الكرامة الإنسانية والحقوق، وكل العناوين الإنسانية ليست إلا للتوظيف السياسي.
خطورة عودة النشاط الاستيطاني
وأكد السيد أن إعلان وزير الحرب الإسرائيلي عودة النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية تصعيد خطير يأتي في سياق تكريس الاحتلال، مضيفا أن تدنيس باحات المسجد الأقصى من قبل المجرم بن غفير والتهديد الذي أطلقه هو تصعيد خطير وتحد لكل المسلمين ومن واجب المسلمين أن يستفيدوا من أحداث فلسطين في سياق النظرة الواعية إلى حقيقة الحرب الإسرائيلية الشاملة، موضحا أن الصهاينة ومعهم بعض وسائل الإعلام العربية العميلة تصور المواجهة وكأنها فقط بين العدو وحركة حماس، مؤكدا أن العدوان الإسرائيلي يستهدف الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وأغلب ضحاياه من المدنيين ولا يجوز لأحد ينتمي للإسلام ويحسب نفسه من العرب أن يتحدث بالمنطق الإسرائيلي حول ما يجري في فلسطين، وأضاف: “حتى لو كانت المشكلة الإسرائيلية فقط مع حماس، فحماس من العرب والمسلمين وواجب الأمة مناصرتهم”.
وجوب صحوة الضمير
وأكد السيد وجوب أن يستفيق الضمير الإنساني أمام حرب الإبادة الصهيونية وأن يكون التحرك في إطار خطوات عملية، لافتا إلى أن البيانات والإدانات للجرائم الصهيونية صدرت من مختلف البلدان لكنها لا تكفي ولا بد من خطوات عملية، مضيفا أن الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية والأوروبية وفي بلدان أخرى ينبغي أن تستمر فالسكوت أمام ما يمارسه العدو الإسرائيلي من جرائم فظيعة يعتبر إساءة كبيرة جدا للإنسانية.
وقال السيد: “إعلان 3 دول أوروبية اعترافها بالدولة الفلسطينية مع أنه موقف ناقص فهي خطوة سياسية مهمة، ونأمل أن يستمر السعي والتحرك بين بقية البلدان للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأضاف: “كنا نتمنى من الدول الأوروبية الاعتراف بالحق الفلسطيني كاملا لأنه الموقف المنصف والعادل والحق ولو اتجهت بقية البلدان الأوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية فسيشكل ضغطا سياسيا على العدو الإسرائيلي”.
ولفت إلى أن هناك شعور كبير بالحرج والخزي في الوسط الأوروبي بعد فضيحة أنظمتها التي ترفع قيم الحرية والحقوق فالغرب الذي يتحدث عن حقوق القطط وبقية الحيوانات افتضح في مساهمته بجرائم الإبادة الصهيونية ضد الإنسانية.
وأشار السيد إلى بيان المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية الذي ساوى بين الضحية والجلاد، مؤكدا أنه غير منصف نهائيا فبيان المدعي العام يأتي في سياق الحرج الفاضح الذي يشعر به الغرب فيهرب إلى تقديم بعض المواقف، وأضاف: “كيف للمدعي العام أن يساوي بين نتنياهو ووزير حربه وهم مجرمون معتدون مع قيادات فلسطينية تدافع عن قضيتها العادلة”.
وأضاف: “لم يعد مستساغا من الغرب السكوت عن الجرائم الإسرائيلية لأنه فضيحة كبيرة فأرادوا التحرك في مواقف متدنية للمساواة بين الضحية والجلاد”، مؤكدا أننا لا ننتظر من الغرب أن يكونوا واقعيين ومنصفين أو من ذوي العدل والحق وهذا لا يفاجئنا فالغرب يتفرج على المظلومية الفلسطينية منذ 76 عاما بل كان داعما للعدو الإسرائيلي في كل المراحل.
مسؤولية الأمة الإسلامية
وأكد السيد أن هناك مسؤولية كبيرة على المسلمين، وبعض الدول العربية لم تصل إلى مستوى القطع الكامل لعلاقاتها مع العدو، وأضاف: من المؤسف أن إعلام بعض الدول العربية لا يزال داعما للعدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومجاهديه، مؤكدا أنه وأمام التصعيد الإسرائيلي لا تكفي البيانات والقمم العربية، والمطلوب مواقف وقرارات عملية وخطوات جادة وكان من المفترض بالدول العربية والإسلامية أن تتجه بوضوح إلى دعم الإخوة المجاهدين في قطاع غزة و كان من أبسط الخطوات لبعض الدول العربية أن تقوم بإلغاء تصنيف حركات المقاومة الفلسطينية في قوائم “الإرهاب”.
وقال السيد: الدول العربية التي تمتلك إمكانات مالية هائلة، لماذا لا تقدم دعمها المالي للشعب الفلسطيني ومجاهديه؟، وأكد أن المجاهدين في غزة بصمودهم العظيم قدموا صورة حقيقية تعطي الأمل عن إمكانية الوصول إلى النصر، وأضاف: أمام الدعم الأمريكي والغربي للكيان، أين هو التعاون العربي الذي هو مسؤولية إسلامية دينية وإنسانية وأخلاقية؟.
وأكد أن استمرار عمليات المقاومة البطولية والقصف للمستوطنات يشهد على مدى الإخفاق والفشل للعدو الإسرائيلي، موضحا أن الصهاينة يشعرون بالقلق الوجودي وهو يتسع في أوساطهم نتيجة الإخفاق في قطاع غزة، مضيفا أن دائرة العزلة الخارجية للكيان الإسرائيلي تتسع وتزداد الفضيحة بصورته الإجرامية وقد حاول سابقا التغطية عليها.
التطبيع لن يجلب الأمن لأحد
وأوضح السيد أن العدو الإسرائيلي حاول أن يقدم صورة زائفة عنه لكنه افتضح وظهر بصورته الإجرامية وتأثرت علاقاته بالكثير من الدول وأمام افتضاح العدو الإسرائيلي، لا يليق بأي دولة عربية الدخول في صفقة تطبيع لكي تحظى بالحماية الأمريكية.
وأضح أن السعي لحصول بعض الدول على الحماية الأمريكية من شعبها أو جيرانها هو توجه خاطئ وسياسة فاشلة، مؤكدا أن على بعض الأنظمة الاستفادة من الآخرين الذين اعتمدوا على الحماية الأمريكية ليأمنوا من شعوبهم، لكنهم فشلوا، كما أنعلى الأنظمة التي تسعى للحماية الأمريكية من جيرانها أن تغير سياساتها العدائية، لأنها المشكلة منها وليست في محيطها، موضحا أن حسن الجوار والتعامل بالقيم الإسلامية والعربية هو ما سيجلب الأمن لبعض الأنظمة وليس التطبيع.
وأكد أن الذهاب للتطبيع بعد كل ما حصل خاطئ، ومعناه الارتهان للأمريكي ضمن سياساته التي تقوم على الابتزاز والاستغلال والحلب، مضيفا أن من يتجه ليرمي بنفسه في أحضان الأمريكي سيخضع كل مقدراته وأمنه للاستغلال الأمريكي البشع.
وقال السيد: نقول على وجه القطع واليقين بأن الأمريكي لا تهمه مصلحة أي بلد عربي إنما مصلحته مع الكيان الإسرائيلي و من يرتهنون للأمريكي و لسياساته الخاطئة سيدفع بهم دائما في المشاكل يورطهم في المواقف السيئة.
نشاطر إيران الحزن
وتطرق السيد إلى حادث الطائرة الذي أودى بحياة الرئيس الإيراني ووزير الخارجية في إيران، حيث قال السيد: نشاطر الجمهورية الإسلامية في إيران الحزن باستشهاد الرئيس الإيراني ووزير خارجيته ورفاقهما.
وأوضح السيد أن إيران وقفت مع فلسطين بشكل مميز وبما لا مثيل على المستوى الرسمي عربيا وإسلاميا في إطار موقف ثابت ومبدئي، كما أن إيران تبنت قضايا الأمة الإسلامية والشعوب المظلومة، ومنها الموقف تجاه مظلومية شعبنا اليمني، مؤكدا أنه لم يكن هناك أي موقف رسمي قوي وواضح وصريح لمساندة الشعب اليمني ضد العدوان على بلدنا كالموقف الإيراني.
ولفت إلى أن السيد رئيسي كان حاملا للموقف الإيراني تجاه قضايا الأمة ومعبرا عنه بكل ثبات ورغبة وجرأة، موضحا أن الكثير من الزعماء يتحدثون بلهجة يراعون فيها دائما ما قد يغضب الأمريكي ولكن السيد رئيسي كان مختلفا عن بقية الزعماء ومتميزا بصوته وموقفه الواضح والجريء دون اكتراث للضغوط الأمريكية .
وأضح أن السيد رئيسي كان يعبر عن الثورة الإسلامية في تبنيها للقضية الفلسطينية دون تأثر بالحسابات السياسية والاقتصادية، مؤكدا أن السيد رئيسي كان قائدا إسلاميا يحق للأمة أن تفتخر به في مؤهلاته الراقية على المستوى الأخلاقي والعلمي.
وقال السيد: ” السيد رئيسي يمثل نموذجا في موقع المسؤولية وفي العلاقة بشعبه، وهذا درس مهم لبقية الزعماء و الخروج المليوني في إيران لتشييع السيد رئيسي يعكس علاقته الإيجابية مع شعبه بخلاف كثير من القادة حول العالم”، موضحا أن السيد رئيسي كان يقدم نفسه كخادم لشعبه وترجم ذلك في أفعاله حتى اللحظة الأخيرة من حياته وهذا درس مهم.
ذكرى الوحدة
وفيما يتعلق بمناسبة ذكرى الوحدة اليمنية، فأوضح السيد أن تحالف العدوان الأمريكي السعودي ضد بلدنا صنع تشكيلات معادية وسعى لزرع الفرقة بين أبناء شعبنا، كما عمل تحالف العدوان على زرع الفرقة بين أبناء شعبنا اليمني تحت عناوين عنصرية ومذهبية ومناطقية وسياسية، مؤكدا ان الوحدة اليمنية هي تذكر شعبنا العزيز بما ينبغي أن يكون عليه باعتبار ذلك ما ينسجم مع هويته الإيمانية فالمصلحة الوطنية والجامعة لشعبنا هي في وحدته، وليست المشكلة أبدا في الوحدة حتى يكون الحل في التفرقة والاختلاف.
وقال السيد: هناك دول وجهات لديها عقدة في وحدة شعبنا العزيز وتريد أن يكون بلدنا ممزقا وضعيفا ومأزوما بمشاكل في كل المجالات والبعض في الداخل يستجيب للمساعي الخارجية لتمزيق بلدنا بدافع الأطماع والبعض الآخر بدافع الأحقاد.، لافتا إلى أن الذي ينسجم مع هوية بلدنا ومصلحته هي الوحدة والتعاون ومعالجة المظالم بالعدل والإنصاف وعلى مبدأ الشراكة الوطنية.
وأوضح السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الشعب اليمني في كل محافظاته ظهر متوحدا في نصرة القضية الفلسطينية والإرادة الشعبية في بلدنا عبرت عن نصرة فلسطين، وتبين من الذي جسد هذه الإرادة بشكل عملي وجاد .