حجة نيوز
أوضح قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمة له، اليوم الخميس، بمناسبة يوم القدس العالمي أن يوم القدس العالمي تتضح أهميته أكثر مع التطورات الراهنة والعدوان الإسرائيلي بهمجيته ووحشيته، وإجرامه الفظيع ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مضيفا أن يوم القدس العالمي هو مناسبة تهدف إلى رفع الوعي في صفوف الأمة وإحياء الشعور بالمسؤولية تجاه قضية فلسطين.
وأكد السيد أن القضية الفلسطينية لا تقبل المساومة لأن على رأسها المسجد الأقصى الشريف، مضيفا: “الشعب الفلسطيني المسلم المظلوم الذي هو جزء من هذه الأمة يعاني من الإجرام الإسرائيلي منذ عقود”، مؤكدا أن العدو الصهيوني اليهودي هو عدو للأمة بكلها.
كما أكد السيد أنه لولا جهاد الشعب الفلسطيني والمقاومة في لبنان لكان وضع الدول العربية الأخرى، وبالذات المجاورة لفلسطين مختلفا عما هو عليه، موضحا أن الأمة بحاجة إلى تذكيرها بمسؤوليتها الدينية تجاه القضية الفلسطينية مقابل مساعي التغييب والإلهاء عنها، مؤكدا أنه تم تغييب القضية الفلسطينية من المناهج الدراسية والخطاب الديني والأنشطة التثقيفية والتوعوية، إلا أن القضية الفلسطينية فرضت نفسها من جديد بجهود وتضحية الشعب الفلسطيني ومجاهديه.
وأشار السيد إلى أن هناك محاولات حثيثة من جانب الأعداء لتقديم صورة مزيفة تغطي على الوجه القبيح للعدو الإسرائيلي، كما هناك محاولات لتقديم العدو الإسرائيلي على أنه يمكن الدخول معه في سلام وفي علاقات طبيعية، فيما حاولت بعض الأنظمة العربية أن تشوه الموقف الفلسطيني وموقف المجاهدين، مؤكدا أن هناك محاولات لتصوير الموقف الفلسطيني وكأنه عبارة عن افتعال مشاكل من أجل إيران.
وقال السيد: هناك محاولات لتشويه أي موقف مساند لفلسطين، والموقف الإيراني تعرض للتشويه مع أنه موقف إسلامي مشكور في إطار مسؤولية إيمانية ودينية”، موضحا أن هناك حملات مكثفة جداً لتحويل بوصلة العداء عن العدو الحقيقي للأمة العدو الإسرائيلي تحت عناوين فتنوية طائفية.
وأوضح السيد أن التشكيلات التكفيرية اتجهت بكل حقد وإجرام لمحاولة جر الخصومة بين الشعوب المسلمين وتدمير الأمة من الداخل وتشويه الإسلام وإبادة من يعادي العدو الإسرائيلي.
اهتمام الغرب بـ”إسرائيل” والتخاذل العربي تجاه فلسطين
وأكد أنه ينبغي المقارنة بين اهتمام الأعداء بمساندة ودعم العدو الإسرائيلي ومدى اهتمام الدول العربية والإسلامية في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني، فأمريكا بكل إمكاناتها تحركت سياسيا وإعلاميا وعسكريا وعلى كل المستويات وبدعم مفتوح ونظمت جسرا جويا وبحريا، والتحرك الأمريكي والبريطاني والغربي كان في مقابل عملية في يوم واحد شعروا بخطورتها على العدو الإسرائيلي، فيما الشعب الفلسطيني لأكثر من 75 سنة وهو يتعرض لجرائم الإبادة والأنظمة والحكومات العربية والإسلامية لا تتحرك بمثل تحرك الأعداء في مقابل يوم واحد من شعورهم بالخطر على العدو الإسرائيلي، مؤكدا أن تجويع مليوني فلسطيني من الجرائم الرهيبة التي يفترض أن تدفع بشكل كبير البلدان العربية والإسلامية للتحرك الجاد، وأضاف: “أين هي الدول العربية الكبرى في مقابل تحرك أولئك مع العدو الإسرائيلي؟، الحضن العربي الذي سمعنا عنه في بداية العدوان على اليمن قبل 9 سنوات أين هو؟”.
وشدد السيد على أن التفريط وصل إلى درجة التفرج على تجويع الشعب الفلسطيني وعدم تقديم الغذاء فيما أولئك يقدمون للعدو الإسرائيلي السلاح، و ما يؤسف أكثر هناك معلومات عن تواطؤ بعض الدول العربية وتشجيعها للعدو الإسرائيلي، وتقديمها بشكل أو بآخر لمساعدات أو بضائع للعدو الإسرائيلي.
وجدد السيد التأكيد على أن الموقف العربي لدى أكثر الدول العربية لم يرق إلى مستوى موقف سياسي وموقف اقتصادي ومقاطعة للعدو الإسرائيلي، موضحا ان تخاذل معظم الدول والبلدان الإسلامية يدل على الحاجة الملحة فعلا إلى الوعي والشعور بالمسؤولية، فالأمة تحتاج إلى حركة وعي في أوساطها لأن الأنظمة بكل بساطة تكبل شعوباً كبرى عن التحرك.
وتساءل السيد قائلاً: “متى سيكون الجهاد في سبيل الله إن لم تتحرك في مواجهة الطغيان والإجرام الصهيوني الإسرائيلي”، مؤكدا أن من المهم أن تقف الأمة موقف القرآن الكريم وإلا فلا نجاة لها، موضحا أن التفريط في القضية الفلسطينية هو تفريط بمبادئ وأخلاق وقيم وتجاه تعليمات الله سبحانه وأوامره، مؤكدا أن ترسيخ النظرة القرآنية هو الذي يرفع مستوى الوعي في أوساط الأمة ويحميها من مؤامرات أعدائها.
خطورة اليهود
وأوضح السيد أن العدو الأشد عداء لهذه الأمة والأكثر خطورة عليها هم اليهود، وهذا ما يحاول الآخرون أن يغيبوه من ذهنية الأمة، وأضاف أن هناك من يريد تحويل علاقة الأمة مع عدو الأمة إلى أنه صديق وأنه يمكن التحالف معه.
ولفت السيد إلى أن الأعداء حركوا فتنة التكفيريين ضمن مساعيهم لتحويل بوصلة العداء لغير اليهود، موضحا أن العدو الإسرائيلي من خلفه اللوبي اليهودي يتحرك في أمريكا وبريطانيا وأوروبا لاستهداف الأمة الإسلامية، فالحركة الصهيونية مرتبطة باللوبي اليهودي الذي يتزعم التحرك المعادي للمسلمين في المقدمة والمعادي للبشرية، مؤكدا أن من أهم ما ينبغي أن يعيه المسلمون وأن يترسخ لديهم الوعي عنه هو طبيعة الصراع مع العدو الإسرائيلي الذي يشتغل لاستهداف الأمة استهدافا شاملا.
وشدد على أن عدو الأمة يسعى لاختراق الأمة من الداخل لكي تكون مطيعة له بما يسهل عملية السيطرة عليها، كما يسعى العدو لتزييف وتحريف المفاهيم الدينية بما يخدمه ويخضع الأمة له، أضف إلى ذلك فإن العدو يسعى لنشر الفساد في كل شيء ونشر الفواحش والرذائل بما يسهل له استهداف كل قيم العفة التي تصون الأمة، ويسعى لتجريد الأمة من عناصر القوة المعنوية في إيمانها.
وأضاف السيد أن العدو يسعى لضرب الأمة في اقتصادها لتكون إما سوقا استهلاكية أو أن تعاني من الأزمات الاقتصادية، كما يسعى العدو لضرب الاستقرار السياسي والأمني للأمة وتغذية الفتن والنزاعات والصراعات لتمزيق الأمة وبعثرتها، مؤكدا أن الخطر على الأمة هو في غفلتها وجمودها وتجاهلها لما يعمله ويخطط له العدو.
وأوضح السيد أن الأمة بحاجة إلى أن تكون في حالة يقظة كاملة تجاه مؤامرات العدو وأهدافه وأن تكون واعية بمؤامراته ومخططاته، كما يجب على الأمة أن تكون في موقف الفعل والعمل للتصدي للعدو ومؤامراته في كل المجالات وأن تسعى لأن تكون أمة قوية، مشيرا إلى أن الأمة موعودة بالنصر متى اعتصمت بالله واستجابت له وانطلقت في مهامها ومسؤولياتها المقدسة والعظيمة.
وقال السيد: “العدو الإسرائيلي يستفيد من المال من عائدات بضائعه في أسواق العرب والمسلمين”.
وأكد أن الأمة بحاجة إلى أن تتحرك في إطار مشروع عملي مستمر يصحح وضعيتها ويبنيها لتكون في مستوى مواجهة العدو، لافتا إلى أن الصراع مع الأعداء يتحول إلى حافز لبناء أمة لها حضارة إسلامية مميزة، مؤكدا أن الأمة إذا تحركت بوعي تجاه مسؤوليتها ومؤامرات العدو فعواقب الصراع محسوم لصالحها فالإسرائيليين يعرفون حتمية زوالهم حتى في كتب الله السابقة وفي القرآن الكريم.
وأضاف السيد: “مآلات وعواقب موقف الذين يسارعون في الولاء لأعداء الإسلام والمسلمين الخسران والندم”، موضحا أن التخاذل والجمود والتنصل عن المسؤولية لن يثمر إلا تشجيع العدو على الأمة ليفعل بها ما فعله بالشعب الفلسطيني
وجدد السيد التأكيد على أن تحرك المجاهدين في فلسطين والجبهات المساندة له نتيجة ملموسة.
ثابتون في نصرة الشعب الفلسطيني
وفي ختام كلمته أكد السيد على ثبات بلدنا شعبياً ورسمياً على موقفه الإيماني الديني المبدئي الإنساني الأخلاقي في نصرة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه عسكريا وبكل ما يمكن وفي مختلف المجالات.
ودعا أمتنا الإسلامية في البلدان العربية وغيرها إلى تقوى الله والشعور بالمسؤولية والاهتمام بالقضية الفلسطينية، كما دعا أمتنا الإسلامية إلى الإسهام الفعلي في نصرة الشعب الفلسطيني والسعي العملي للتصدي للأعداء من واقع الوعي بطبيعة الصراع وميادين المواجهة.
كما دعا السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أمتنا إلى التحرك في نشر الوعي والمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، وترسيخ العداء وفضح مؤامرات الأعداء والحذر منها.
دعوة لإحياء يوم القدس
ودعا قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي شعبنا اليمني المسلم العزيز إلى الخروج المليوني الواسع غدا إن شاء الله، موضحا أن خروج الغد يجمع فيه شعبنا بين خروجه المليوني الأسبوعي وبين مناسبة يوم القدس العالمي كثمرة من ثمار صيام شهر رمضان.