انطلقت عصر اليوم الثلاثاء في ساحة باب اليمن بالعاصمة صنعاء مسيرة جماهيرية حاشدة تحت شعار “مجزرة سوق نهم جريمة أمريكية”، دعت إليها اللجنة الثورية العليا.
وبعد السلام الجمهوري، بدأت المسيرة بآي من الذكر الحكيم، أعقبها كلمات وقصائد شعرية استنكرت جرائم ومجازر العدوان البشعة في اليمن آخرها مجزرة سوق خلقة بمديرية نهم يوم السبت الماضي، والتي وراح ضحيتها 32 شهيداً و 41 جريحاً من المدنيين بينهم أطفال ونساء.
وردد المشاركون في المسيرة الهتافات المستنكرة لجرائم العداون السعودي الأمريكي في اليمن، من بينها “لن نركع إلا لله”، ” أمريكا هي أم الشر” “أمريكا هي أم الإجرام”، “أمريكا هي الشيطان الأكبر” وغيرها من العبارات.
كما رفع المشاركون اللافتات المنددة بالسياسة الأمريكية في المنطقة و الصور المعبرة عن بشاعة الجرائم التي ارتكبها العدوان بحق الشعب اليمني.
وتزامن مع الفعالية تحليق لطائرات العدوان السعودي الأمريكي في سماء العاصمة، حيث أظهر المتظاهرون عدم اكتراثهم بها.
وألقى الشاعر عباد أبو حاتم والملقب “بشاعر نهم” قصيدة شعرية أكد فيها أن العدوان على اليمن هو أمريكي متستر بالسعودية.
ودعا إلى الصمود في وجه العدوان، حيث سخرت القصيدة مما يروج له إعلام العدوان من الانتصارات الوهمية، ولفتت القصيدة إلى أن استهداف الأطفال والنساء دليل هزيمته وعجزة عن المواجهة.
كما شارك الطفل الموهبة محمد عبد الله الثور بقصيدة شعرية بعنوان “أنا اليمن”.
بعد ذلك ألقى الشيخ عبد الله أحمد عاصم كلمة عن أبناء نهم، قال فيها إن جريمة سوق نهم جريمة أمريكية، وإن ثالوث الشر الأمريكي الإسرائيلي والسعودي يرتكبون الجرائم بحق الشعب اليمني، و إن هذه الجرائم لن تركع الشعب اليمني.
وأكد الشيخ عاصم في الكلمة أن جرائم العدوان في حق أبناء الشعب اليمني ستبقى وصمة عار في جبين الأمم المتحدة.
وفي المهرجان صدر بيان عن المنظمات الحقوقية اليمنية في صنعاء ألقاه المحامي طه أبوطالب، جاء فيه إن ما حدث في مديرية نهم بمحافظة صنعاء من جريمة بشعة استهدفت سوق خلقة ليست الأولى فقد سبقها العشرات من المجازر التي استهدفت العديد من الاسواق راح ضحيتها المئات من الشهداء، مشيرا إلى أن المنظمات الحقوقية وثقت ذلك، ولكن في ظل وصمت وتواطؤ في بعض الأحيان، لكافة المنظمات الدولية في العالم.
وخاطب بيان المنظمات بالقول” مازلنا نذكّر الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن الهدف من وجودهما هو حماية حقوق الانسان وإحلال السلم الاجتماعي في جميع دول العالم”.
وفي حين أدان بيان المنظمات الحقوقية اليمنية جرائم الابادة الجماعية التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق اليمنيين ناشد دول العالم بالتدخل لإيقاف تلك الجرائم وسرعة محاسبة مرتكبيها.
كما ناشد البيان منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي إلى التدخل لوقف العدوان والحصار على اليمن، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وفي المهرجان الذي أقيم على هامش المسيرة، ألقى الطفل الكفيف الموهوب أحمد عبد الجليل روضان قصيدة شعرية حيا فيها ثورة الشعب اليمني التي قامت ضد الظلم والاستبداد، وندد بجرائم النظام السعودي على المدنيين في اليمن، كما أعلن استعداد المكفوفين في اليمن الذهاب للقتال في الجبهات وقال” نسأل الله أن يسدد رميتنا”.
وفي ختام الفعالية ألقى الشيخ عبد الله على الشحيفي أحد مشائخ نهم بيان المسيرة شدد فيه على ضرورة الوقوف أمام استمرار أمريكا عبر أياديها القذرة وفي مقدمتها آل سعود وإسرائيل في سفك الدم اليمني.
وشدد البيان على أن جريمة سوق نهم وقرية آل يوسف في الحيمة الداخلية أكبر دليل على الحقد الأمريكي ، واستهانته بالدماء اليمنية ولامبالاته بالقوانين الدولية.
ودعا بيان المسيرة في ختامه إلى محاكمة جميع الضالعين في الجرائم بحق الشعب اليمني الذي تقوده أمريكا، وكذلك التحقيق في جريمة سوق نهم وأبو يوسف.
كما دعا أحرار العالم والمنظمات الحقوقية والإنسانية لفضح جرائم العدوان، ومحاكمة مرتكبيها.
وخلُص البيان إلى عزم اليمنيين على تحرير كامل التراب اليمني من دنس المحتلين والغزاة.
نص البيان :
يا جماهير الشعب اليمني الحر الثائر الأبي الكريم، أيها الأحرار في يمن الإيمان والحكمة. إن استمرار أمريكا عبر أياديها القذرة، التي يأتي في مقدمتها بني سعود وإسرائيل على سفك دماء اليمنيين، واستهداف اليمنيين،، وتدمير اليمن وحصاره وتجويع أبنائه، والإمعان في القتل بأبشع الصور، من خلال التركيز على التجمعات السكانية، والضرب بأشد الأسلحة وأفتكها للقضاء على أكبر عدد ممكن من الأبرياء بصورة وحشية، إن كل ذلك إنما يعبر عن مدى التخبط والإفلاس، حيث يلاحق الفشل والعجز كل المخططات الإجرامية التي وضعوها ورصدوا لها المليارات، مستخدمين جميع الوسائل الممكنة.
ومن خلال أدواتهم ومرتزقتهم في الداخل والخارج والعالم الصامت يدعمهم بصمته، ويتواطئ معهم على جرائمهم، إضافة إلى آلة الإعلام الجبارة التي تعمل على قلب الحقائق، وتشويه الصورة، وتبرئة الجلاد، وتجريم الضحية، والتسويق للعدوان، باعتباره خدمة للشعب اليمني، وتحريرا لأبنائه. إن فشل كل تلك المخططات أمام صمود اليمنيين وثباتهم وصبرهم وتماسكهم هو أقوى رد على مزاعم المحتل المعتدي، وأذنابه الذين رضوا بأن يكونوا جسرا يعبر من خلاله المحتل الغازي، وأداة يقتل بها أبناء شعبهم وتدمر بها بلادهم باسم الشرعية المزعومة. وإن جريمة سوق نهم وبني يوسف في الحيمة الداخلية أكبر دليل على مدى حقد الأمريكي، واستخفافه بالدم اليمني، وبالأمة ومعاناتها، وعدم مبالاته بالقوانين الدولية، وما يدعيه وتدعيه الدول الكبرى من الحرص على حقوق الإنسان، والأنظمة والشرائع والقوانين، والأعراف الدولية.
إن الجرائم ستظل عارا يلاحق النظام الأمريكي، والأنظمة العميلة التي يأتي في مقدمتها، نظام بني سعود المجرم. ولن يرحم اليمنيون أعداءهم والمشاركين في سفك دمائهم، وحصارهم، وتدمير بلادهم، وستفتح كل هذه الملفات وتطال المحاكمات مجرمي الداخل والخارج، مهما طالت الأيام. إن الشعب اليمني قد اختار طريق الحرية والعزة والكرامة مهما كانت التحديات، ولن تهزم إرادته بإذن الله لأنها من إرادة الله، وسيعود الغازي المعتدي بالعار والخزي والهزيمة، لأن شعبنا مؤمن وصبور، وغيور على دينه ووطنه وكرامته، ولن يفرط في سيادته واستقلاله، ولن يتنازل عن أرضه أو يفرط في عرضه، وسيجعل كل شبر في اليمن جحيما على المجرمين، وسيصنع المفاجأت والمعجزات التي ستغدو درسا يتناقله الأجيال عبر الأزمان، ويعلمون منها معاني الوطنية و دروس الشرف، والعزة والكرامة، وقيم الإيمان والثبات، بأبهى صورها وأقوى معانيها، وأجلاها. إن صبرنا وصمودنا وعزمنا لن ينال منه إجرامكم مهما بلغ، وسنمد أيادينا لكل دعوات الخير، لكننا سنقطع أيادي الشر والإجرام دون رحمة ولا هوادة.
وهاهي جماهير الشعب تخرج ملبية دعوة الأحرار الشرفاء، ومتناغمة مع حركة الأسود الأباة في ميادين الكرامة، في طول البلاد وعرضها ليكتمل المشهد الذي يدمي قلوب الغزاة المعتدين، ويفسد مشاريعهم، في تفتيت البلاد، وتمزيقها من خلال مشاريع الفتن الطائفية وإثارة المذهبية والمناطقية، ودعم القاعدة والدواعش، والتمكين لهم في البلاد، وجلب المرتزقة، وشذاذ الآفاق في كل مكان، إنه مشروع أمريكا الذي سيتوقف بإذن الله عندكم أيها الأحرار، وسينهار أمام صمودكم ووعيكم أيها اليمانيون الشرفاء.
ما أصلبكم بعد قرابة العام من العدوان البربري الهمجي السافر، هاهي تملأ الساحات معبرة عن رفضها القاطع لمشاريع أمريكا وإسرائيل، وإصرارها على رفع يد الوصاية عن هذا الشعب، وإزالة كل العواقب التي تحول دون انطلاقه وتحرره والوصول إلى بناء الدولة العادلة، دولة النظام والقانون والعدالة والمساوة ، والدولة التي ترعى أبنائها وتحفظ على حقوقهم، وتحرص على مصالحهم، وتحفظ البلاد، وتحافظ على السيادة وتفشل مخططات الأعداء، وتصنع المعجزات التي عجز عنها الكثير في زمن التخاذل والذل والتبعية. وهذا ما يؤكده اليمنيون وما يؤكده هذا الجمع الحاشد، والذي يؤكد كذلك على الآتي: • الحق الكامل في مواجهة العدوان بكل الصور الممكنة، وملاحقة أياديه في الداخل.
• الدعوة إلى محاكمة جميع الضالعين في الجرائم البشعة التي ترتكب بحق الشعب اليمني، والتي تقودها أمريكا، والتي تبدو اليوم وكأنها انتقام شامل من الشعب اليمني، وكذلك التحقيق الجاد والشامل في جريمتي سوق نهم وبني يوسف.
• رفض استمرار العدوان، والحصار تحت أي مبررات واهية، يتواطئ من خلالها العالم على التفك باليمنيين وتفتيت بلادهم وتمزيقها ونشر الفوضى، عبر التسهيلات التي تقدم للقاعدة وأخواتها في المناطق تمهيدا للسيطرة عليها. • دعوة أحرار العالم، والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى تحمل مسؤولياتها وواجباتها، وفضح جرائم العدوان، والعمل على التحقيق فيها وكشفها، ومحاكمة المجرمين، ومنع استمرار الجرائم الجماعية، وحرب الإبادة بحق اليمنيين.
• عزم اليمنيين على طرد المحتل وتطهير اليمن من دنس من دنس الغزة والقاعدة والدواعش، وقطع أيادي الشر والإجرام، مهما بلغت التحديات. المجد للوطن، الخلود للشهداء، الشفاء للجرحى، والهزيمة لأعداء الوطن، ومرتزقتهم وعملائهم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته