انعقاد الملتقى الأول للجبهة الوطنية لأبناء المحافظات الجنوبية لمقاومة الغزو والاحتلال بالعاصمة صنعاء
[04/فبراير/2016]
صنعاء
عُقد بالعاصمة صنعاء اليوم الملتقى الأول للجبهة الوطنية لأبناء المحافظات الجنوبية لمقاومة الغزو والاحتلال.
وفي الافتتاح، رحب رئيس لجنة التنسيق للملتقى الأول للجبهة الوطنية لأبناء المحافظات الجنوبية لمقاومة الغزو والاحتلال الناطق الرسمي للحراك الجنوبي أحمد القنع بالحاضرين في الملتقى.
وقال ” قبل كل شيء على الجميع أن يعرف أن أقل واجب علينا نقدمه لإخواننا في المحافظات الشمالية أن نقول للعدوان لا والظلم لا، لما نراه كل يوم من قصف لطيران العدوان السعودي الأمريكي”.
وأضاف” يا أبناء الجنوب المقيمون في المحافظات الشمالية جبهتنا تنطلق قبل أي شيء من واجب أخلاقي وإنساني قبل الواجب السياسي، وعلينا أن نقول لا للعدوان لا لضرب المنازل والأبرياء في كل المحافظات الشمالية”.
وأكد رئيس لجنة التنسيق للملتقى وقوفهم مع قضية الجنوب العادلة والتي يجب أن تحل في إطار وطني.. وقال” لن يفرض علينا السعودي أو الإماراتي أو الأمريكي حل في الجنوب، سيفرض الحل أبناء الجنوب ولن يفرضه أحد عليكم”.
وخاطب أبناء المحافظات الجنوبية بالقول” ماذا يحصل في الجنوب هل هذه الأرض التي أردتم أن تستعيدوها، أخرجتم أبناء المحافظات الشمالية وقلتم أنهم محتلين، واليوم تستقبلون الإماراتي والسعودي والكولومبي والسوداني ليحتلوا أرض الجنوب من جديد”.. مؤكدا أنه مثل ما بزغت الحركة الوطنية في السبعينيات من صنعاء ستنطلق حركة جنوبية أخرى من صنعاء لتحرير الجنوب.
ولفت إلى أن الحاضرين في الملتقى من مشائخ وشخصيات اجتماعية ومحافظين وعسكريين وأكاديميين وغيرهم هم من يمثل الطيف الجنوبي.
وتابع ” إن الملتقى لن يتحدث اليوم كملتقى سياسي وإنما يتحدث حاليا من واجب ديني وأخلاقي يمليه علينا ضمائرنا وديننا تجاه أخوتنا في المحافظات الشمالية وأن تعلو كلمة الحق ويظهر صوت الجنوبيين للعالم بأن أبناء الجنوب ليسوا مع العدوان كما يروج له في بعض المواقع والقنوات المأجورة”.
وأوضح أحمد القنع أن من يتحدث في هذه القنوات هم قلة ممن يستلمون المال ويتحدثون باسم أبناء الجنوب .. وقال” نحن يمنيون شاء من شاء وأبى من أبى ولن نتنازل عن هويتنا اليمنية ومن أرد اليوم أن ينتزع هويتنا اليمنية سنقاتل عنها حتى أخر قطرة من دمائنا”.
وأضاف ” أن أعييننا تقطر دما عندما نرى مشاهد طرد وسحل أخوتنا من المحافظات الشمالية ونحن في صنعاء معززين مكرمين، ما هو واجبنا الأخلاقي لماذا هذا التمييز”.
وأشار إلى أن الجبهة مفتوحة بحيث يكون ملتقى ثاني وثالث وخامس من كافة أبناء الجنوب للدفاع عن قضيتنا الأولى القضية اليمنية وثانيا عن قضيتنا الجنوبية للحل السياسي الذي يتفق عليه في الداخل وليس في الخارج.. مؤكدا أن الملتقى لن يسمح لشلة من المرتزقة وبائعي الذمم أن يدمروا الوطن.
كما أكد أن الخزي والعار لمن يأتي بأجنبي ليدمر بلاده.. وقال ” لن ندع السعوديين يتمتعون بشجرة دم الأخوين أو يحتفلون في قصر سيئون أو يذهبون لحصن الغويزي”.
من جانبه، أشار محافظ لحج أحمد جريب في كلمة السلطة المحلية بالمحافظات الجنوبية إلى أهمية عقد هذا الملتقى الذي يتزامن مع الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الميادين والجبهات.
وقال” لا ننسى في هذا الملتقى أن نوجه تحية إجلال واعتزاز للرجال الشرفاء خاصة الجيش واللجان الشعبية وكل المخلصين في مواقع الشرف والإباء الذين يسجلون أروع ملاحم التضحية والفداء في التصدي للعدوان السعودي الأمريكي الإجرامي الذي استباح دماء الأطفال والنساء والشيوخ واستهدف بنية اليمن التحتية وكل مقومات الحياة بأسلحة محرمة دوليا على مرأى ومسمع من شعوب العالم وحكامه الذين تخلوا عن مسؤولياتهم الدينية والأخلاقية والقانونية”.
وأضاف” لا يسعنا في هذا الملتقى إلا أن نرفع تحية إعزاز وعرفان لقائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ورئيس وأعضاء اللجنة الثورية العليا على قيادتهم الحكيمة ومواقفهم الشجاعة في التصدي للعدوان والدفاع عن عزتنا وكرامتنا في أحلك الظروف والمحن”.
وأكد محافظ لحج على أهمية عقد مثل هذه اللقاءات التي تجمع أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية لتجسيد روح الأخوة وتوحيد الرؤى حول مختلف القضايا وتغليب المصلحة العامة على ما سواها ومعالجة المشاكل بحكمة واقتدار مستلهمين من الماضي العبر وتكون مرشد ودليل للتقدم وتجاوز الأخطاء إن وجدت.
وشدد على ضرورة المضي قدما والعمل بمصداقية تجرد وبروح الفريق الواحد لبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وبتعاون واصطفاف الجميع لتحقيق الأهداف المرجوة لخدمة المجتمع.
وأشار جريب إلى ضرورة استيعاب حجم الأضرار التي خلفها العدوان والوقوف والتحليل الموضوعي حيال توسع رقعة الإرهاب خاصة في المحافظات الجنوبية، حيث استغل العدوان الظروف الاقتصادية والفراغ الأمني لتسليم هذه المحافظات للإرهابيين.
وأكد محافظ لحج العزم والعمل مع كل الشرفاء لتحرير هذه المحافظات من الإرهابيين والاحتلال ومرتزقته كون ذلك واجب ديني وإنساني لا يقبل المساومة.
وطالب بتشكيل لجان لحصر وتقييم شامل لكل الأضرار البشرية والمادية بما في ذلك حصر الشهداء والمصابين والنازحين من الحرب ووضع الأولويات في الاعتبار .. منوها بصبر وصمود أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية في مواجهة التحديات الراهنة.
من جانبه، أكد الدكتور عبد العزيز الترب في كلمة أبناء عدن أن اليمن ينتصر .. وقال ” لكل أبناء اليمن أقول أننا ننتصر وننتصر قريبا ونحقق استقلال ثاني بعد الاستقلال الأول الذي كان في 30 نوفمبر 67 بطرد المستعمر بعد 129 عاما من الأحتلال.
وقال ” إن اليمن تنتصر لعزتها وكرامتها، لقد حققنا انتصار آخر في عام 67 عندما هزمت الأمة العربية في حرب حزيران 67 ، واستطعنا في عدن الباسلة أن نحرر كريتر ونمنع القوات البريطانية من دخولها 21 يوما”.
وأضاف” وها نحن نرسل من هنا من صنعاء العاصمة إلى مرتزقة العدوان وعلى رأسهم هادي ومن معه أننا على ذلك الدرب سائرون وأننا أكثر وحدة من ذي قبل وإننا بهذا الارتزاق نذكر هادي ومن معه أنه باع الجنوب بعد أن استلم دولة الوحدة وتاجر بملف الجنوب وها هو اليوم شعب الجنوب يتباكى على تلك الأيام”.
وأكد الدكتور الترب أن هذه الحرب وهذا العدوان الوقح والأحمق لا يريد الاستقرار في المنطقة.. وقال ” إننا اليوم نجد بعض الأسماء والرموز التي تريد أن تتاجر بنا ومن خلالنا حتى تشعر الأجنبي أن صفوف أبناء المحافظات الجنوبية في العاصمة ليست متماسكة ولكننا نقول بحضورنا هذا أننا أكثر قوة وصلابة وكل يوم ونناقش كيف نخرج المحافظات الجنوبية من محنتها وتحريرها”.
كما أكد أن السعودية ستنتهي خلال السنتين القادمتين، أما اقتصاديا ستنتهي خلال أشهر لأنهم اليوم يسحبون على المكشوف ليغطوا فاتورة الجريمة الكبرى على اليمن الكبير لكنهم سيتساقطون كأوراق الشجر قريبا وقريبا جدا.. مضيفاً ” إن أرادوا استقرار في المنطقة عليهم أن يعيدوا التفكير في ملف العدوان الوقح على اليمن” .
وطمأن أبناء الجنوب المقيمين في المحافظات الشمالية وأبناء المحافظات الجنوبية وقال” إننا قادمون قادمون لنحرر الجنوب ونعيده إلى اللحمة ونؤسس اليمن الجديد بدولة نظام وقانون”.
ولفت الدكتور الترب إلى أن اليمن غنية بالرجال والموارد والمساحات ولهذا السبب الإماراتيين لم يأتوا إلا لاحتلال ثاني ميناء في العالم ميناء عدن وعلينا أن نقرأ التاريخ.
وأشار إلى أنه لا يوجد دولة في العالم وشعب صمد في وجه العدوان مثل الشعب اليمني .. مؤكدا أن من الأكاديميات العربية والأجنبية تطالب بتدريس صمود الشعب اليمني في مناهجهم الجامعية والتخصصية.
وحذر الدكتور الترب من تجار “الشنطة” .. وقال” دول العدوان انتكست وكانت قد قالت للدول الأوروبية أنهم يستطيعوا أن يدخلوا صنعاء وأن يلعبوا الكرة في شوارع صنعاء خلال عشرة أيام وعندما لم يستطيعوا تحقيق ذلك يحاولون اليوم أن يوظفوا سماسرتهم أو خلاياهم النائمة ليبدأوا بالجبهة الاقتصادية وانزلوا كتلة من الشائعات”.
وأضاف” علينا أن نتماسك وأن نسير خلف القائد الفذ السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وعلينا أن نطالب الأحزاب والمنظمات الجماهرية والاتحادات، وكذا الأحزاب التي تقول لا للعدوان أهلا وسهلا بهم في إعادة بناء اليمن وعلينا أن نتحرك إلى الأمام وأن نشهر المؤسسات وندفع بها للعمل”.
وتابع” طالما السعودية لا تريد أن تفاوضنا، وتريد أن نضل نتفاوض في جنيف 2 و3 و4 و5 مع سماسرتها نقول لا ونعلن مجلس قيادة ثورة أو مجلس رئاسي ومجلس تشريعي من كل المكونات ونبرز الأمر الواقع على العالم”.
وأضاف ” لقد صبرنا عشرة أشهر ولم يقوم العالم باحترام نفسه والحفاظ على المواثيق الدولية ويوقف هذا العدوان لهذا السبب علينا أن نتحرك إلى الأمام ونضغط على القوى السياسية بأن تتحاور حوارا داخليا وننسى خلافاتنا ونتنازل لبعض من أجل يمن جديد ويمن قوي” .
فيما أشار محفوظ سهيل في كلمة أبناء حضرموت إلى ما تشهده المحافظات الجنوبية من فوضى الاحتلال متعدد الجنسيات وفتاوى وحدود اغتيالات جماعاته التكفيرية وانتهاكات عملائه ومرتزقته.
وقال ” في هذه اللحظات التي يلتئم فيها شتات أبناء المحافظات الجنوبية تحت مضلة الجبهة الوطنية لمقاومة الغزاة المحتلين من الصهاينة والأمريكان والسعوديين والأماراتيين وأزلام الارتزاق والعمالة من جنجويد وبلاك ووتر وجماعات تكفيرية تكون قد انقضت 315 يوم على عدوانهم الهمجي الذي طال كل شيء حتى الطير في سمائنا والأسماك في بحارنا طالتها يد العدوان وحصاره الجائر بدعوى ومزاعم إعادة الشرعية لمن لا شرعية له”.
وأشار محفوظ إلى أنه قبل نحو نصف عام اجتاحت جحافل غزوهم الهمجي واحتلالهم الغاشم لمدينة عدن الباسلة وإذا بالجنة الموعودة التي بشروا بها جحيما تصطلي بنارها عدن وأهلها.
وأضاف” فاليوم يتكشف لكل ذي بصر وبصيرة أن ما سموه تحريرا هو في حقيقته الجلية إحتلال وإشاعة للفوضى واستلاب للحريات وسلب للأرض والممتلكات الخاصة والعامة واقتتال بين الجماعات، فهل من الخير الذي وعدوا عدن وأهلها به إطلاق مرتزقة الجنجويد والبلاك ووتر والجماعات التكفيرية والمقاولة الخارجة على القانون لتعيث في عدن فسادا”.
وتساءل هل الأمن الذي وعدوا عدن به يتجسد في مسلسل الاغتيالات اليومي للقضاة والعسكريين والأمنيين لا سيما من الحراكيين، وهل من الأمن في شيء ترويع الآمنين وإزهاق أرواحهم وسلب ممتلكاتهم وتقييد حركتهم وتكميم أفواههم وإغلاق جامعاتهم في عدن وحضرموت، هل خيرهم الموعودة به عدن ثلاجات موتى تهدى لأهلها.
وقال” ثم أين القضية الجنوبية من اهتمامات الغزاة المحتلين ومن في فلكهم من مرتزقة الخارج وعملاء الداخل، هل أمن عدن واستقرارها استحواذ واستيلاء الجماعات التكفيرية على الموارد الاقتصادية والخدمية والتصرف فيها لتحقيق أهدافها وتعزيز قدراتها”.. مذكرا لماذا الجماعات التكفيرية القاعدة وأخواتها في مأمن من المحتلين السعوديين والأمريكيين والإماراتيين ومرتزقتهم ولا يكونوا هدفا لنيران طيرانهم وبوارجهم”.
وأضاف” فان لم يكن التكفيريين هم صنعية أمريكية وإدارة سعودية فأي تفسير ومبرر غير ذلك”.
واستعرض محفوظ سهيل المؤامرات التي حاكتها السعودية ضد اليمن وفي حضرموت على وجه خاص خلال العقود السابقة .. وقال ” وها هي السعودية اليوم تعزف على أوتار الطائفية والمذهبية والمناطقية المذمومة المقيتة للزج بالمحافظات الجنوبية في أتون الصراعات والإحتراب الداخلي وإشاعة الفوضى لتحقيق مشاريعها اللا مشروعة “.
وأكد أن الشرفاء من أبناء عدن ولحج وأبين والضالع شبوة والمهرة وحضرموت مطالبين بضرورة الارتقاء بالمواقف إلى مستوى التحديات والمخاطر المحدقة بالوطن شماله وجنوبه شرقه وغربه والخروج من الملتقى برؤى تخدم الوطن وتسهم في تجنيبه التردي إلى ما هو أسوأ وأشد وأنكى وانتشاله من براثن الفوضى والأطماع الأجنبية، وقبل هذا وذاك وضع مصالح الوطن في كل مصلحة واعتبار.
وقدمت خلال الملتقى الذي حضره عدد من المسؤولين والشخصيات الاجتماعية وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع، قصيدة للشاعر يوسف ناصر العولقي نالت الأستحسان .