الضربات الجوية السعودية جاءت تنفيذا لما اعلنه اعلام العدوان السعودي على اليمن من بدئه تنفيذ ضربات جوية على اهداف في صنعاء.
الحقيقة ان من يقوم بالتخطيط لهذه الهجومات هم الاميركان انفسهم بعد وصولهم مرحلة اليأس التام من تحقيق اي من النتائج المرجوة التي توخوها في بداية دفعهم السعودية والامارات لتبني هذه الحرب، ونتيجة الخسائر التي لحقت وتلحق بهم يوميا باستهداف القوات اليمنية واللجان الشعبية للأهداف الحيوية في عمق السعودية المعتدية معززة برسائل الجيش اليمني واللجان الشعبية في استهداف مناطق حيوية أخرى وان الضربات القادمة ستطال الضرع الحيوي الذي يترع منه الاميركان النفط.
باتت اميركا اليوم متيقنة ان حرب النيابة التي تقوم بها دمى التحالف الأميركي ضد اليمن لا فائدة منها خصوصا مع وصول التطور التسليحي لقوة اليمن الى مراحل متقدمة باتت تؤثر سلبا على اهداف تحالف العدوان وراعيته الولايات المتحدة الأميركية.
عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد علي الحوثي قال يوم امس الاثنين خلال مشاركته في المسيرة الجماهيرية الحاشدة التي شهدتها العاصمة صنعاء أن العدوان على اليمن أمريكي بامتياز، وأن واشنطن هي من تقف خلف العدوان، وما السعودية والإمارات غير دمى بيد الأمريكي والإسرائيلي، وأنه لولا أمريكا لما كان هناك عدوان على بلدنا فهي “من أعلنت منذ اليوم الأول سحب سفارتها ودعت الدول لسحب السفراء من صنعاء”.
الواضح ان الأمريكان هم من يستهدف الشعب اليمني بطائرات أميركية إسرائيلية وان قادها ضباط سعوديين او اماراتيون، وأن الحظر الجوي والبحري يستهدف تجويع المواطنين اليمنيين بالدرجة الأولى، وذلك ما أشار اليه الحوثي يوم امس بقوله أن الحصار المفروض على بلدنا تفرضه الفرقاطات والسفن الأمريكية، متسائلاً بقوله: “لماذا تمنعون وصول سفننا إلى ميناء الحديدة وتغلقون مطار صنعاء ولماذا توقفون التحويلات النقدية؟”، مختتما قوله “لسنا أصحاب شركات ولا أرصدة وإيقاف الحوالات فقط يضر بالمواطن اليمني، وأن أي عقوبات لا تؤثر علينا لأننا لا نملك شيء ولن تحققوا شيئا”.
بات القاصي والداني يعلم ان أمريكا هي التي تقتل الشعب اليمني وتدمر بنيته التحتية منذ سبع سنوات، وأنه لولا الدعم الأمريكي لما استطاعت دول العدوان فعل اي شيء، وان الشعب اليمني من حقه الدفاع عن نفسه وان عملياته الرادعة في شتا أنواعها هي حق مشروع دون شك، فبرأي المتظاهرين اليمينيين انعكست مواقف واشنطن تصعيدا وجرائم في الميدان، ومن ذلك تكثيف الغارات الجوية وإعدام الأسرى في الساحل الغربي.
الهتافات والشعارات المنددة بالدور الأمريكي في العدوان على اليمن والتي تعالت في مظاهرات يوم امس الاثنين، انما هي صيحات ساخطة امتلأت بها ساحات التظاهر في صنعاء ومثلها في محافظات أخرى منددة بالمواقف الأميركية إزاء اليمن وتصعيدها الأخير على المسارين العسكري والاقتصادي.
التظاهرات الشعبية التي حملت شعار “أمريكا وراء التصعيد العسكري والاقتصادي واستمرار العدوان والحصار” وأكدت فيها الخطابات والبيانات أن إعلان الحرب على اليمن من واشنطن، دليل دامغ على أنها صاحبة القرار عبر أدوات تنفيذية، وهي من تواصل مدّهم بما يحتاجون من دعم لوجستي وسلاح وغطاء سياسي.
المسيرات الاحتجاجية في صنعاء وبقية المدن اليمنية، أكدت أن الإمعان في استمرار الحصار والعدوان لا بد أن يواجه بتصعيد أكبر ومزيد من الضربات الموجعة، مباركة انتصارات الجيش واللجان الشعبية، ومتعهدة برفد الجبهات حتى تحرير كافة الأراضي اليمنية.
يقول المتظاهرون ان رهان التحاف السعودي على الدعم الأميركي رهان فاشل، وان خضوعه لها سيكلفه كثيرا مستهجنين مواقف واشنطن وزعمها دعم عملية السلام بموازاة تصعيدها الأخير، وهي من صرحت قبل أيام أن اللجان الشعبية وانصار الله يستفزونها بزعمها المفبرك إعتدائهم على السفارة الأمريكية وأخذ المعدات واعتقال موظفيها، فيما السفارة الأمريكية مغلقة منذ 2014، والحقيقة ان اميركا تحاول خلط الأوراق بتصعيد صياحها اثر الضربات الموجعة للجيش واللجان الشعبية في العمق السعودي قبل أيام قليلة وبعد تحذيرات شديدة اللهجة للأمارات متضمنة رسالة مفادها ان الضربات القادمة ستطال ما هو اكثر ايلاما لبيوت العنكبوت.
بالفعل.. ان الضربة القادمة ستكون موجعة وأكثر ايلاما لدول تحالف العدوان سيئِنُّ منها الأمريكي قبل ذيوله، ترى هل سيفهم التحالف هذه الرسائل المتتالية قبل فوات الأوان؟ وان لم يحرك قادة العدوان خلايا عقولهم، عندها لن تنفع اميركا كل الضغوطات الدولية الكبيرة الموجهة من قبلها الساعية لوقف صنعاء اطلاق النار والكف عن تهديد مصالح اميركا في السعودية والامارات، في وقت تطالب فيه الحكومة اليمنية بفصل الملف الإنساني عن الملف العسكري وفك الحصار عن مطارات وموانئ اليمن.
السيد ابو ايمان- العالم