المركز الإعلامي بمحافظة حجة|| مقالات || علي الزهري
هَلَّ علينا شهرُ رمضانَ المُبارك للمرة الخامسة وظَلَمةُ قريش وأسيادهم يفرضون حِصاراً خانقاً على أنصار رسول الله في يمن الإيْمَان والحكمة، متجاوزين كُــلَّ قيم الإسْلَام وحُرمة الشهر الفضيل، وحتى مبادئ الإنْسَانية، في شهرِ رمضانَ يتقربُ الناسُ بطاعاتهم إلى الله، وخادمُ الحرمين يُفرِطُ في أذية عباد الله، وتجويعِهم وقصفهم وحصارهم، فهل سيصوم الملكُ وولدُه وتحالفهم عن دماء اليمنيين؟ لا نعتقد ذلك؛ لأَنَّهم لم يصوموا عن دمائنا منذ أربعة أعوام خلت، ومستمرون في تجويع قرابة ثلاثين مليون بني آدم، في المقابل تتوسع المنظمات الدولية في التسول باسم الشعب اليمني المحاصر والمظلوم، مستغلةً الوضعَ الإنْسَاني الكارثي، تجمع ملايينَ الدولارات ثم لا تتردّدُ في توزيع مساعدات غذائية منتهية الصلاحية وغير صالحة للاستخدام الآدمي، فهل ستصوم المنظمات في رمضان عن استهداف المحتاجين بالمواد القاتلة؟ لا نعتقد ذلك، وفي الداخل اليمني تجد بعض التجار لا يتردّدون في إرهاق المواطن اليمني برفع الأسعار، أَو نقص الأوزان، أَو بيع مواد منتهية أَو مشارفة على الانتهاء، في مشهد محزن وظلم كبير على المواطن الذي لم يعد يعرفُ من يقاوم، هل يتفرغ لمقاومة صلف مملكة الإرهاب الكيان السعوديّ، أَو يرفع نسبةَ الحذر من مواد المنتظمات السامة، أَو يتجرع جشع تجار الداخل، الذين لا هَـــــمَّ لهم إلا جني الأرباح غير المشروعة والمبالغ فيها حتى على حساب وجع الناس ومعاناتهم!، فهل سيصوم التجار الجشعون عن مضاعفة معاناة خلق الله؟ نتمنى ذلك، وبناءً على كُــلِّ ما سبق وبالنظر إلى هذا الواقع القاسي لا بد من أن نستشعرَ الواجبَ تجاه بعضنا البعض، وأن نعززَ قيمَ التكافل الاجتماعي، ومساندة بعضنا، ونجسد عمليًّا قيمَ شهرِ رمضانَ الكريم شهر الرحمة، من خلال الإكثارِ من الصدَقات والمشاريع الخيرية، والموائد الرمضانية، والمبادَرات الإنْسَانية، وتفقد الأهل والجيران.
بهذا التراحم والتعاضد المجتمعي سننتصر على كُــلّ المفطرين بمعاناتنا، وسنتغلب على كُــلّ المعتدين على قيم الشهر الفضيل.
بقيمنا سننتصرُ لليمن ولرمضانَ والإسْلَام، سننتصر للإنْسَانية جمعاء.
في الختامِ كُــلُّ التهاني والتبريكات بشهرِ رمضانَ المبارك، جعله اللهُ شهرَ نصرٍ وتمكينٍ للشعب اليمني الكبير على أعداء الإسْلَام ورمضان والقيم والأَخْــلَاق، والسلامُ على أبطالنا في الثغور، وعلى شهدائنا في القبور، وعلى جرحانا وشعبنا الغيور ورحمة الله وبركاته