تشهد الجزائر اليوم تظاهرات حاشدة دعت لها جهات عدة من فصائل المعارضة ومواقع التواصل الاجتماعي، في إطار رفض ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة.
تظاهرات اليوم تتزامن مع عيد المرأة العالمي 8 مارس/ آذار، حيث أطلق عليها بأنها احتجاجات نسائية في المقام الأول، وسط حالة من الترقب والتخوف من تطورات المشهد.
من جانبه قال نور الدين لعراجي رئيس تحرير صحيفة الشعب الجزائرية، إن تظاهرات اليوم الجمعة 8 مارس/ آذار، دعت لها النساء الجزائريات، وتحمل ذات المطالب الخاصة بالعدول عن الترشح للعهدة الخامسة.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى “سبوتنيك”، أن المرأة الجزائرية دعت اليوم إلى ضرورة تغيير النظام السياسي في الجزائر، وهي ذات المطالب التي خرج من أجلها الشارع المرات السابقة بشأن العهدة الخامسة.
وأشار إلى أن حالة من الترقب والتخوف تسود المشهد إزاء تظاهرات اليوم، خشية أن يتسلل البعض لها لإحداث عنف أو فوضى، يمكن أن تقود الجزائر إلى سيناريوهات غير مرغوب فيها، وأن الجميع يؤكد على سلمية التظاهرات، إلا استخدام مواقع التواصل الاجتماعي جعلها سلطة خاصة يمكن أن توجه البعض إلى مسارات سلمية.
سلمية التظاهرات
في ذات الإطار قال المرشح الجزائري بلهادي عيسى، إن المدن الجزائرية ستشهد تظاهرات حاشدة اليوم الجمعة للتأكيد على رفض العهدة الخامسة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
وأضاف أن الشارع الجزائري يشهد حالة من التوافق بين أطياف المعارضة السياسية ضد العهدة الخامسة، وأن التعزيزات الأمنية موجودة بصورة غير ملفتة حتى الساعة، في ظل تأكيد الجهات الأمنية على حفظ السلم والأمن بالعاصمة والمدن الأخرى، وأنهم يتعاملون بحذر مع التظاهرات دون استعمال العنف.
تصاعد المطالب
وأشار إلى أن المتظاهرين يؤكدون على سلمية التظاهرات، إلا أن المطالب المرفوعة تتزايد من جمعة لأخرى، حيث يؤكد الشارع اليوم على رفض العهدة الخامسة جملة وتفصيلا، وأنها يمكن أن تتصاعد خلال جمعة اليوم.
واستطرد أن هناك حالة من التخوف بشأن تصاعد المطالب برحيل النظام، خاصة أن الجزائر تملك مؤسسات مرنة وقوية، وأن سقوط الكثير من الأنظمة العربية، وحالة عدم الأمن في ليبيا وبعض دول الجوار تؤكد التخوفات من المجهول الذي لا يريده الشعب الجزائري.
المجلس الدستوري
رفض المجلس الدستوري الجزائري، أمس الخميس، استلام رسالة من اتحاد المحامين الجزائريين، تطعن في دستورية ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة.
وأكد نقيب ولاية بومرداس، أحمد بن عنتر، الذي كان مشاركا في وفد حمل الرسالة إلى المجلس الدستوري الجزائري، أن المجلس “رفض استلام الرسالة”، بعد أن قرر المجلس الدستوري مقابلة ممثلين عن اتحاد المحامين الجزائريين، الذين نظموا مسيرة باتجاه مقر المجلس.
تقدم بوتفليقة للترشح
وكان الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، قد تقدم بأوراق ترشحه رسميا لخوض انتخابات الرئاسة، مؤكدا سعيه لإعادة انتخابه رغم الاحتجاجات الحاشدة على ذلك.
وخرج الآلاف إلى شوارع عدد من المدن الجزائرية احتجاجا على اعتزام بوتفليقة (82 عاما) الاستمرار في منصبه رغم مرضه منذ سنوات الذي جعل ظهوره نادرا.
رسالة الرئيس
وعلى خلفية الاحتجاجات، بعث الرئيس الجزائري برسالة مطولة إلى الشعب، عشية ترشحه، تعهد بأنه في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة سيتم “تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة طبقا للأجندة التي تعتمدها الندوة الوطنية”.
وأكد بوتفليقة أنه لن يترشح في هذه الانتخابات، ومن شأنها ضمان استخلافه في ظروف هادئة وفي جو من الحرية والشفافية.
كما أعلن بوتفليقة أنه سيتم إعداد دستور جديد يزكيه الشعب الجزائري عن طريق الاستفتاء، “يكرس ميلاد جمهورية جديدة والنظام الجزائري الجديد ووضع سياسات عمومية عاجلة كفيلة بإعادة التوزيع العادل للثروات الوطنية وبالقضاء على كافة أوجه التهميش والاقصاء الاجتماعيين، ومنها ظاهرة الحرقة، بالإضافة إلى تعبئة وطنية فعلية ضد جميع أشكال الرشوة والفساد”.
المصدر قناة العالم