|| مقالات || يحيى صلاح الدين
هناك سيناريو تريدُ بريطانيا من خلاله العودةَ والسيطرةَ على اليمن، ولكن هذه المرة من بوّابة الحديدة، وهذا السيناريو المعدُّ مسبقاً بمباركة أمريكية صهيونية؛ لتتبادل الأدوار معهما، وكانت البدايةُ لتنفيذ هذا المخطّط عند زيارة رئيسة وزراء بريطانيا، تريزا ماي، الأخيرة إلى السعوديّة والخليج والآن تأتي في نفس السياق تصريحاتُ الثعلب جيريمي هانت وزير خارجية بريطانيا الأخيرة المعادية للشعب اليمني تأتي في إطار المخطط البريطاني للاستحواذ على الملف اليمني وإدارة الخليج، ولكن هذه المرة من الحديدة بدلاً عن عدن؛ لأن مدينةَ عدن محاطة بالمشاكل والجماعات الإرهابية من كُــلّ جانب وليس لها خيار إلّا احتلال الحديدة؛ للسيطرة على مضيق باب المندب تحت مبرّر حماية الملاحة البحرية ولكي تتولى إدارةَ منطقة الخليج والسيطرة عليه، وبهذا تتبادل الأدوار فقط مع أمريكا في المنطقة وليست بديلاً عنها.
أنا أتوقع في الأيّام والأسابيع القادمة أن نشهدَ خطواتٍ متسارعةً لبريطانيا تدفع بتواجد بريطاني على الحديدة؛ بحجة حماية الملاحة البحرية أَو المصالح الغربية أَو أية ذريعة، وقد تدفع بالإمارات إلى ارتكاب حماقة في الحديدة لإنهاك الجيش واللجان الشعبيّة، ثم سينفّـذ هانت الخطوةَ الثانيةَ، ويطلق تصريحاتِ تودد وملاطفه للمجلس السياسيّ للخروج باتّفاق يسمحُ بدورٍ كوسيط لبريطانيا في حَلِّ المسائل العالقة في الحديدة، لتحل محل اتّفاق السويد وسيتم طرحُ الإغراءات وبعض المكاسب السياسيّة واعتراف دولي له للقبول بإشراف بريطاني على الحديدة.
وأعتقد أن مبعوثَ الأمم المتحدة غريفيث سيكون له دورٌ في تحقيق ما تطمَحُ له بريطانيا؛ كونه يحظى ببعض الاحترام لدى حكومة صنعاء؛ كونه قام بدور إيجابي في أداء مهامه كمبعوث خاص للأمم المتحدة أفضل من المبعوث السابق للأمم المتحدة ولد الشيخ الذي كان خاضعاً للإملاءات السعوديّة بشكل مفضوح، الأمر الذي جعله يفشَلُ في أداء مهامه، والأهمُّ في الوقت الراهن هو أن نستعدَّ بوعي لما ستطرحُه بريطانيا المعروفة بسياستها الماكرة من مكائدَ سياسيّةٍ وعسكريّةٍ قريباً، وأعتقد أننا أمام آخر جولة ومحاولة يقومُ بها تحالُفُ الشر لإعَادَة اليمن للوصاية الأمريكية السعوديّة؛ لذا يجب أن نكونَ بمستوى التحدي والمسؤولية فإما أن نكون أَو لا نکون.