٤مارس ٢٠١٩م
ضرغام الحرب، وحمامة السلام، وعنوان البذل والعطاء ومنبع التضحيات، تأبى الظين، ولا تثنيها المحن، لاسيما وانها كنانة الوطن العصي الذي لا يقهر، تلك هي القبيلة اليمنية.
في الوقت الذي انكشفت فيه مواقف أوليائك الذين كانوا يتشدقون بأنهم دعاة الوطنية والمدنية والحرية ورفض الوصاية والذي سرعان ما ارتموا في أحضان المحتل والغازي لوطنهم والقاتل لأبناء جلدتهم، فقد تصدرت قبائل اليمن قائمة الوطنية في الدفاع عن اليمن ولا غرابة في ذلك سيما وأن التاريخ يشهد على دور القبائل اليمنية في التصدي ومواجهة الغزاة والمحتلين وتحرير الأرض وصون العرض، فمنذ الزمان القديم كان دور القبائل متميزاً، وعظيماً في مواجهة الأخطار التي تهدد وطنهم، فكانت ومازالت قبائل حُرة وشريفة تأبى الظين والخنوع والاستسلام.
وللعام الرابع من الصمود اليمني الأسطوري، ضد عدوان عالمي الأمريكي الصهيوخليجي، تجلى دور القبيلة اليمنية في ساحة مواجهة ذلك العدوان المتغطرس، حيث خرجت قبائل اليمن في حشود ثائرة غاضبة، وحمل أبنائها السلاح وانطلقوا نحو جبهات المعركة خفافاً وثقالاً جنباً الى جنب مع أخواهم في الجيش، فقدمت قوافل من الشهداء والجرحى من خيرة رجالها وذلك بما يمُلي عليها واجبها الديني والوطني، وتلبية نداء الشرف والرجولة، وقامت إعلان النكف القبلي، الذي سرعان ما تتداعى جميع القبائل اليمنية وتعلن استجابة ذلك النكف عبر لقاءات قبلية موسعة كانت من اهم نتائجها اصدار وثيقة الشرف القبلية.
وثيقة الشرف القبلية تدخل حيز التنفيذ:
مع كل تصعيد من قبل العدو تكون القبيلة اليمنية صاحبة السبق في مواجهة التصعيد ووأد المؤامرات والمحافظة على الأخوة والتحرك بروح العزيمة الواحدة، ومحافظة على تماسك وتلاحم الجبهة الداخلية، وذلك من منطلق بأن مسؤوليتها هي الحفاظ على الوطن ومعاداة كل أعدائه، فكانت وماتزال قويةً، وثابتةً، وصامدةً أكثر من أي وقت مضى.
ونتيجة السخط القبلي الكبير تجاه العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الغاشم ومرتزقته وممارستهم المشينة بحق أبناء الشعب اليمني منذ أربعة أعوام؛ عقد بالعاصمة صنعاء اللقاء الموسع لمشايخ وحكماء ووجهاء قبائل اليمن، حيث أعلن حكماء وعقلاء اليمن البدء الفوري بتنفيذ وثيقة الشرف القبلية وإقرار القواعد التفصيلية والتنفيذية للوثيقة.
وفي بيان صادر عن اللقاء، أكدت قبائل اليمن البدء الفوري بتنفيذ وثيقة الشرف القبلية ببنودها التسعة، وأهاب البيان بقبائل اليمن ترسيخ القيم والمبادئ والأسلاف والأعراف القبلية الحميدة المنسجمة مع الشريعة الإسلامية الغراء والحفاظ على الهوية الحضارية العريقة للشعب اليمني، وشدّد البيان على الاستمرار في دعم ومساندة القوات المسلحة واللجان الشعبية وتقدير تضحياتها في مواجهة العدوان والذود عن حياض الوطن.
وثمن البيان التزام قبائل اليمن بخيار الدفاع عن الوطن والحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية السيادة الوطنية والتأكيد على خطورة الحرب الإعلامية والنفسية والناعمة التي تمارسها قوى العدوان وأهمية الحذر واليقظة والوعي في مواجهتها.
وأكد البيان حق الشعب اليمني في اتخاذ الإجراءات القانونية في ملاحقة مجرمي الحرب الذين ارتكبوا المجازر ودمروا البنية التحتية من منشآت مدنية وعسكرية وتعويض الضحايا وجبر الضرر وبما يصون الحقوق وإعادة الإعمار، وحذر البيان كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والسلم الداخلي أو الساعي لتجنيد الشباب مع العدو.
وثيقةُ الشرف القبلية مشروعٌ وطني ومطلبٌ شعبي لتعزيز الروابط الأخوية
لقد مرغ أبناء القبائل أنف قوى العدوان عند كل سهل وواد وارسلتهم إلى أودية جهنم واثبت القبيلة اليمنية أنها صمام أمان اليمن وافشلت تقديرات العدو على أن القبائل يمكن شراؤها بالمال موجهة صفعة وخيبة أمل للعدو بأن مراهنته على شراء الولاء في القبل اليمنية أمر مستحيل وغير وارد.
وفي خضم ذلك، أكّد رئيسُ اللجنة التحضيرية للقاء القبلي الموسّع الشيخ عبدُالعزيز رسّام، أن وثيقةَ الشرف القبلية تعتبر مشروعاً وطنياً ومطلباً شعبياً سيسهمُ في تعزيز اللحمة وتقوية الروابط الأخوية بين أبناء الشعب اليمن، وأوضح أن هذا اللقاء يهدف إلى وضع العالم على حقيقة موقف أبناء القبيلة اليمنية الرافض للعدوان ودعواته التحريضية والطائفية ومحاولاته المستمرة لتشويه موقفها النضالي تجاه الاحتلال السعودي الاماراتي.
وأكّد الشيخُ عبدُالعزيز رسّام أن الوثيقةَ ستسهم في تجسيد مبدأ التكافل والتراحم وحشد المقاتلين بوتيرة عالية ومستمرة لرفد المؤسسة العسكرية وتشكيل مجاميعَ قبلية لحماية الساحة الداخلية ومواجهة التحرّكات المشبوهة لقوى العدوان والتعامل معها وعزل الخونة والعملاء والتبرؤ منهم والتصدّي لعناصر العدوان التي تعمل على تجنيد البعض من داخل جبهتنا الداخلية للقتال في صفّ العدوان.
وتطالب الوثيقة السلطات الرسمية والقضائية بتطبيق القانون وإنزال العقوبات الرادعة ضد المشاركين في العدوان على اليمن والداعمين والمحرضين والمؤيدين له وفق ما نصّت عليه أحكام الشريعة الإسلامية والمواد القانونية العقابية، وأشارت الوثيقة الى اجماع قبائل اليمن أن الخونة والعملاء مدرعين بالعيب وملبسين بالجرم والعار حتى وإن تمت أي تسوية سياسية وتلحق بهم العقوبات المتعارف عليها في الوسط القبلي، وأوضحت أن كل قبيلة مسئولة عن حفظ أمن واستقرار ساحتها وحدود الوطن كله كساحة عامة لكل قبائل اليمن.
وتُقر القبائل اليمنية صلحاً عاماً بتأجيل كل الخلافات والنزاعات بين جميع أبناء اليمن باستثناء من أشارت إليهم الوثيقة بالعقوبات آنفاً، بالإضافة الى ضرورة ترتيب وتنظيم شؤون القبيلة لتكون قادرة على أمن ساحتها وحل مشاكلها ومتابعة أمورها والقيام بدورها في كل المجالات الدفاعية والأمنية.
وتعتبر هذه الوثيقة ميثاق شرفٍ في السلم والحرب وسارية في كل ظرفٍ وزمان تجسيداً للمبادئ والقيم والثوابت القبلية وعلى أن يتم تشكيل لجنة مشتركة لوضع قائمة العار التي يسمى فيها الأشخاص المستحقون للعقوبات وفق أسس صحيحة ومدروسة.
مؤامرة مؤتمر واسلوا تستهدف القبيلة اليمنية:
في كلمه له يوم الأحد أمام حكماء وعقلاء اليمن خلال اللقاء الموسع لمشايخ وحكماء ووجهاء قبائل اليمن الذي عقد بالعاصمة صنعاء؛ أكّـدَ قائدُ الثورة السيّدُ عبدُالملك بدر الدين الحوثي، أن العدوّ الإسرائيلي شريكٌ في العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي على اليمن وَعداؤُها على الشعب معلَنٌ على وسائل الإعلام الصهيونية.
وأوضح السيدُ عبدُالملك الحوثي، أن العدوانَ المستمرّ على اليمن منذ أربع سنوات ليس إلا لرفض اليمنيين الدخول في مشاريع هذه الدول، وأن كُلّ الحقد والعداء ضد الشعب اليمني تأتي لموقفه الوفي مع قضايا أمته، مشيراً إلى أن مشكلتَهم مع الشعب اليمني هي لتوجّه الحر والمستقلِّ ومواقفه المسؤولة، وَإصراره على أن ينطلقَ في موقفة من هُويته الإيمانية، وأشار إلى أن حفلةَ وارسو الفاضحةَ إعلانٌ للتطبيع والشراكة مع العدوّ الإسرائيلي، وقد فضحت حفلةُ وارسو أين يرادُ لليمن أن يكونَ، لكن اللهَ يأبى للشعب اليمني أن يكونَ خادماً لأمريكا وإسرائيل.. مؤكّــداً جماعةَ نتنياهو هم شركاءُ في العدوان على اليمن.
وفي سياق ذلك، فإن من ابرز الأشياء التي تطرق اليها قائد الثورة في كلمته خلال اللقاء بـ حكماء اليمني هو ضرورة تعزيز دور القبيلة في مواجهة العدوان والحفاظ على الجبهة الداخلية وتحصين القبيلة من اي اختراق خارجي لمصلحة العدو، وفي سياق إشارة قائد الثورة الى مؤتمر وارسو، يوضح الكاتب زيد البعوة أن هناك علاقة بين مؤتمر وارسو واللقاء القبلي لحكماء اليمن، حيث أوضح أن هذا هذه المؤامرة بالمعنى الصحيح هي تستهدف الشعب اليمني والقبيلة اليمنية والمجتمع اليمني بشكل عام لأن القبيلة اليمنية هي المكون الرئيسي للمجتمع وهي المستهدفة وهي معنية بمواجهة هذا الاستهداف. وتحصين القبيلة هو تحصين لليمن وتحصين للشعب خصوصاً في مثل هذه الظروف التي نعيشها اليوم في مواجهة العدوان الذي يسعى الى تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني لكي يسهل عليه تحقيق أطماعه الاستعمارية
واضاف البعوة ان القبيلة اليمنية ليست محصورة على محافظة معينة او منطقة معينة بل تشمل جميع المحافظات المناطق اليمنية والقبيلة تضم كل الاحزاب والأطياف والمكونات وهي النواة الرئيسية للشعب فلهذا نجد ان مؤتمر وارسو الذي يهدف الى التطبيع والى خيانة قضايا الأمة ويكشف مدى علاقة اسرائيل بالعدوان على اليمن فهذا يعني ان القبيلة اليمنية هي المعني بالتصدي لأهداف هذا المؤتمر.۔
القبائل صمام أمان اليمن
ما يزال في اليمن الصامد يوجد قبائل حُرة وشريفة تأبى الظين، ولا تثنيها المحن وجرائم الصواريخ المتساقطة على رؤوس المدنيين الآمنين، ولا تهزها وتثني من عزيمتها جحافل قوى الغزو ومعداتهم العسكرية المتطورة، بقدر ما يؤذيها تلك الجرائم النكراء بحق المرأة اليمنية الشريفة، والمتنافية مع الأخلاق والقيم النبيلة، والأعراف القبلية، والاديان السماوية.
وفي كل مرة يُمعن فيها قوى العدوان ومرتزقتهم في ارتكاب جرائم بحق النساء من اختطاف واغتصاب وقتل والتي تتنافى مع القيم وأخلاق الحروب، تؤكِّدَ القبائل اليمنية أنها لن تقف مكتوفة الايدي تجاه تلك الجرائم الدخيلة على المجتمع اليمني والعُرف القبلي، وأنها حاميةً للأرض، والعرض من دنس الغُزاة والاحتلال، ومدافعة عن الحرية والاستقلال، ورافدةً للجبهات بالمال والرجال، وتبعث برسائلها لقوى تحالف العدوان ومرتزقتهم من خلال اعلان النكف القبلي أن تلك الجرائم لن تمر دون عقاب، حتى دحر الغزاة والمنافقين من جميع الأراضي اليمنية، مهما كانت قوتهم لأنهم متوكلين على الله القوي العزيز، ومتمسكين بتعاليم كتابة وأعلام هدية.
المصدر
موقع أنصار الله