عُقد بصنعاء اليوم اللقاء الموسع لعلماء اليمن بعنوان ” حرمة التطبيع مع العدو الصهيوني ووجوب مواجهة العدوان ومحاربة الفساد “.
وفي إفتتاح اللقاء الذي حضره رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد يحيى المتوكل ووزير العدل القاضي أحمد عقبات ونائب وزير الأوقاف والإرشاد العلامة فؤاد ناجي وكوكبة من العلماء والخطباء من أمانة العاصمة ومختلف المحافظات، أكد مفتي الجمهورية العلامة شمس الدين شرف الدين أهمية إضطلاع العلماء بدورهم وواجبهم الديني والوطني أمام الله والوطن فيما يتعرض له اليمن من عدوان وحصار ومجازر يرتكبها تحالف العدوان بقيادة السعودية منذ نحو ثلاثة سنوات.
وقال ” يجب أن يتحمل العلماء المسؤولية بجدارة وخاصة في هذه الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد جراء العدوان الذي إستهدف اليمن أرضا وإنسانا وسفك الدماء المعصومة “.. مبينا أن الشعب اليمني لا يمكن أن يزايد عليه أي أحد لمعرفته بإيمانه وحكمته وفقهه وسماحته.
وأكد أن الشعب اليمني لا يمكن أن يشكل خطورة على الإسلام والمسلمين .. وأضاف ” لا يوجد في اليمن لا مجوس ولا روافض وليس هناك من يعبد النار في بلادنا، ومن يشنون علينا حربا وعدوانا بحجة هذه الشائعات فهو محض إفتراء وكذب “.
ودعا إلى التلاحم ووحدة الصف والجبهة الداخلية في مواجهة تحالف العدوان .. وقال ” على إخواننا الذين يساندون العدوان مراجعة حساباتهم فمن يشن الحرب على اليمن ليس بحجة الشرعية ولا محاربة المجوس والروافض، ولنا أن نسألهم هل الصهاينة والأمريكان والأنظمة العميلة أصبحت فرضا حريصة على صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام إن جاز القول”.
وأكد أهمية أنعقاد هذا اللقاء الذي يتزامن مع الإحتفال بذكرى مولده عليه الصلاة والسلام والتحلي بأخلاقه وشجاعته وثباته وأفعاله وأقواله .. مستغربا صمت علماء المسلمين والمنظمة وكذا الإتحادات الإسلامية على ما يجري باليمن من مجازر وجرائم يندى لها الجبين .
وأضاف” إن الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان بقيادة السعودية وما نراه من مشاهد مروعة وأشلاء ممزقة بحق أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وشبابنا، ألا تحرك ضمائرنا ومشاعرنا في مواجهة صلف وغطرسة هذا العدوان ورفد الجبهات بالرجال والعتاد دفاعا عن أرضنا وعرضنا وكرامتنا “.
وانتقد العلامة شرف الدين ما يسمى بيان إجتماع وزراء خارجية الدول العربية .. معبرا عن الأسف لما آلت إليه جامعة الدول العربية وعدم تمكنها من قول الحق وإجتماعهم على الباطل والإنصات لقوى الإستكبار العالمي والركض وراء الأموال الخليجية.
وأهاب بعلماء المسلمين أن يتقوا الله في الشعب اليمني ولا يكونوا مشاركين في سفك دماء اليمنيين ولا يكونوا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم “من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة بعث يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله، وقوله عليه الصلاة والسلام” لو اجتمع أهل الأرض على سفك أمرؤ مسلم لأكبهم الله في جهنم .
وعبر عن الأسف لإتهامات بعض العلماء الباطلة للشعب اليمني والتهجمات والتخرصات التي يسوقها النظام السعودي دون ثبت وتبين.
وقال ” يا علماء المسلمين ألم تسمعوا أنين وصرخات ألم الأطفال والنساء من الشعب اليمني الذي يستهدف بصواريخ طائرات آل سعود أين الإنسانية والقرآن الكريم منكم وأنتم تقرأون قول الرسول عليه الصلاة والسلام ” خذوا العطاء ما كان عطاءً وما كان رشوة فلا تأخذوه ” .. لافتا إلى أن رحى الإسلام ستدور ورحى السلطان والقرآن سيتفرقان فدوروا مع القرآن حيث ما دار كما قال عليه الصلاة والسلام.
من جانبه أشار أمين عام مجلس القضاء الأعلى القاضي محمد عبدالله الشرعي إلى أهمية إنعقاد اللقاء الذي يضم كوكبة من علماء اليمن لتسجيل مواقفهم بما أوجب الله عليهم من قول كلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وأعرب عن أمله في أن يخرج اللقاء بموقف إيجابي يرفض تطبيع الأمة الإسلامية مع الكيان الصهيوني ووجوب مواجهة العدوان والتصدي لمخططاته التي تستهدف الشعب اليمني وأمنه وإستقراره ووحدته ونهب ثرواته وخيراته .
وأشاد بدور الجيش واللجان الشعبية في مواجهة العدوان والدفاع عن اليمن وسيادته وإستقلاله .. مهيبا بالجميع التعاون لمحاربة الفساد وإتخاذ الإجراءات بحق يمارس هذه الأفعال المشينة في وقت يمر فيه الشعب اليمني بمرحلة صعبة وهو في أمس الحاجة لتعزيز روح التكافل الإجتماعي .
فيما أشار أمين عام جمعية علماء اليمن العلامة أحمد محمد الأكوع إلى أن إجتماع علماء اليمن يأتي في إطار الحرص على تعزيز وحدة الصف لمواجهة العدوان ودفع الضرر عن أبناء اليمن وما حل بهم من مؤامرات تستهدف تمزيق النسيج الإجتماعي.
ولفت إلى تزامن إنعقاد اللقاء مع ذكرى مولد سيد البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي مثل مولده إنقاذ للأمة من الضلالة.
ودعا العلامة الأكوع إلى وجوب الدفاع عن النفس والعرض والأرض .. وقال ” إن اليمن بلد إسلامي ومصدره الوحيد هو القرآن والسنة وهم أهل المدد والفتوحات وأنصار المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فلماذا يخافون منا ويدعون بأننا روافض ومجوس “.
وأضاف ” نحن في جهة الدفاع عن أنفسنا، شهدائنا للجنة أما هم معتدين والله لا يحب المعتدين، والله يبغض المعتدي، لم يتركوا لا حجرا ولا مدرا ولا شجر إلا واستهدفوه بينما لو كانوا يقاتلون قتال الإسلام ويعتبرونا غير مسلمين والعياذ بالله، عليهم أن يحاججونا محاججة المسلمين لغير المسلمين كما كان ذلك سائدا في السابق، وينظروا ما عندنا من حجج”.
من جانبه أشار خطيب جامع الشهداء فضيلة العلامة محمد إبراهيم العيسوي إلى أهمية اللقاء لتدارس خطورة تطبيع من يدعون بإنتسابهم للإسلام مع الكيان الصهيوني.
وقال ” لقد سقطت جميع الأقنعة وتكشفت وظهرت على حقيقتها، فهم كانوا يجاهرون بالدين ويخفون نفاقهم، واليوم ظهروا على حقيقتهم في التطبيع مع العدو الذي يقتل أبناء شعبنا في فلسطين ” .
وشدد على ضرورة الحشد وإحياء فريضة الجهاد ضد أعداء الأمة .. وأضاف ” كيف لمن تلطخت أيديهم بدماء اليمنيين أن يحرروا المسجد الأقصى، وكيف لمن طبعوا مع العدو الإسرائيلي أن ينقذوا الأمة من الوحل الذي أصابها “.
وأهاب العلامة العيسوي بعلماء المسلمين الإضطلاع بمسؤوليتهم والرجوع إلى الصواب والتعاون على البر والتقوى.. داعيا كافة أبناء اليمن إلى تعزيز التماسك فيما بينهم لمواجهة المعتدين ومخططاتهم .
بدوره أكد مفتي ذمار العلامة أحمد الأكوع أن عدد من دول الخليج سقطت في الوحل بتطبيعها مع الكيان الصهيوني والنظام الأمريكي .. وقال ” إن هذه الخطوة تؤكد خروجهم من تعاليم وقيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف “.
وحذر من خطورة التطبيع مع اليهود والنصارى وهم يقتلون أبناء الإسلام.. داعيا إلى مقت هذه الأنظمة العميلة ومحاربة الملحدين وما يشكلونه من خطر على الأمة العربية والإسلامية .
من جهته دعا العلامة منصور المطري العلماء والمثقفين والمفكرين والإعلاميين إلى الإضطلاع بواجبهم الديني في التوعية بما يحاك ضد الأمة من مخاطر تستهدف تمزيق وحدتها وشق صفها ونهب ثرواتها وخيراتها .
وقال ” عجبا لأنظمة تبحث عن التطبيع مع الكيان الصهيوني ويقاتلون إخوانهم وأبناء المسلمين في اليمن وليبيا وسوريا والعراق وغيرها ” .. مؤكدا أن حكام الخليج يدفعون الأموال الطائلة ليفرقوا شمل الأمة الإسلامية خدمة لليهود والنصارى.
وأضاف ” عجبا للأموال التي تدفع للأمريكان والصهاينة وأبناء جلدتهم في اليمن يقتلون بصواريخهم وتدمر منازلهم ويستهدف الأطفال والنساء ويحاصرون ويشدد عليهم بإغلاق المنافذ والمطارات والموانئ ويعانون أشد المعاناة “،
في حين أهاب العلامة محمد أحمد السقاف بجميع العلماء الإضطلاع بمسؤولياتهم في التوعية المجتمعية حول ما يتعرض له اليمن من عدوان وحصار يندى له جبين الإنسانية ويتنافى مع القيم والمواثيق والأعراف والقانون الإنساني الدولي.
وأكد أهمية تعزيز وحدة الصف والكلمة والحفاظ على الجبهة الداخلية والذي يعد مطلب المولى عز وجل.
وشدد العلامة السقاف على ضرورة التآخي وتعزيز روح الألفة بين أبناء الأمة .. محذرا من الفرقة والإنقسام والتي هي من أعمال الجاهلية.
ولفت إلى أن حب الأوطان من الإيمان بالله تعالى وذلك بالحفاظ على الأمن ونشر الطمأنينة والدفاع عنها وحمايتها وبذل النفس والمال ورفد الجبهات بالرجال والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه إقلاق السكينة العامة ونشر الفوضى والفتنة.
واستعرض العلامة نعمان المذحجي ما شهدته اليمن من تداعيات منذ التوقيع على المبادرة الخليجية وآلية تزمينها وإنتهائها والتمديد للفار هادي وإتفاق السلم والشراكة وشن العدوان الظالم على الشعب اليمني من قبل السعودية وحلفائها .
وقال ” من شن الحرب على اليمن معتدي ووجب الرد عليه كما قال تعالى ” فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم.. داعيا إلى ضرورة إضطلاع العلماء بدورهم وواجبهم في الدفاع عن وطنهم وأرضهم وثرواتهم .