وفاء أحمد الخزان
لا يختلفُ اثنان على أَن الـيَـمَـنَ هو أصلُ العرب، وعلى أساس هذا الانتماء فإن معظمَ الدول العربية من الخليج إلى موريتانيا تفتخرُ بانتسابها إليه، اللهم إلا النظام السعودي الذي يصرُّ دائماً على عدم التسليم بهذه الحقيقة، وليس ذلك منه إلا شعورٌ بعُقْدَةِ النقص التي يعيشها، تلك العقدة التي قد تكون نتيجة للإبهام الكبير الذي يكتنفُ نَسَبَهم وتأريخهم، فهناك الكثير من المصادر التأريخية التي تؤكد بأن آلَ سعود ليسوا سوى عائلة دخيلة على مجتمع شبه الجزيرة العربية.
ولهذا نجد حقدَهم الكبير على الـيَـمَـن، مع أن تأريخ الـيَـمَـن يشهد له بأنه قد أسهم في دعم ومساندة كُلّ شعوب شبه الجزيرة في العديد من الأزمات التي عاشتها أيام كان الـيَـمَـن ينعم بالرخاء، ولا سيما الرخاء الذي سببُه الإنتاج الزراعي، في حين كانت تلك الشعوبُ تعيشُ حالة صعبة من المعاناة والحياة المعيشية القاسية التي لم تفارقها إلا في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي بعد ظهور النفط الذي كان بداية للتحول الكبير، وكان من المفترض على ضوء ذلك التحول أن يحمدوا الله ولا يتنكروا للجميل الذي قدَّمه لهم الـيَـمَـن, إلا أَن ذلك الجميلَ لم يولد فيهم الا العداءَ والحقدَ للـيَـمَـن، خصوصاً آل سعود.
علماً أن التأريخَ يذكر حقيقةَ النشأة السعودية الأولى منذ قرابة الـ (200) عام، ثم الظهور الثاني قبل (80) سنة وكيف أن دولتَهم قامت منذ البداية على القتل والبطش والعنف والإرْهَـاب، وكل ذلك بمساعدة واضحة من الإنجليز.
من ناحية أُخْـرَى نجد في القران الكريم وصفاً رائعاً للـيَـمَـن ومملكة سبأ في قوله تعالى (لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُور)، كذلك ما جاء في الحديث الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة والتسليم في وصف الـيَـمَـنيين (أَتَاكُمْ أهل الـيَـمَـن هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ قُلُوباً، الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَة) وفي الوقت نفسه أشار الحديثُ النبوي الشريف إلى منطقة نجد (السعودية حالياً) على أن منها يظهر قرنُ الشيطان.
تقع الـيَـمَـنُ في جنوب شبه الجزيرة العربية ومن حولها دول الخليج، وبالرغم من أن الـيَـمَـن تعتبر غنيةً بثرواتها وخيراتها إلا أنها ما زالت من الدول الفقيرة، خلافاً لجيرانها من دول الخليج التي تعتبر بلدانهم من أغنى دول العالم، وخَاصَّـةً السعودية، إذ أن متوسطَ دخل الفرد في دول الخليج يصل إلى ما يزيد عن 100$ في اليوم، بينما نجد أن الإنْسَـان الـيَـمَـني يعيش بمتوسط دخل يقل عن 5$ في اليوم.
والسؤالُ يكمُن هنا: لماذا الـيَـمَـن ما زالت دولةً فقيرةً بالرغم من امتلاكها للعديد من الثروات؟!
برغم ما أتاح الله لدول الخليج ومنها السعودية من نعمة البترول إلا أنها بشكل خاص تعمَلُ دائماً على عدم تمكين الـيَـمَـن من استخراج ثرواتها النفطية، وتحارب أيَّ مشروع استثماري و استراتيجي قد ينهض بالمستوى المعيشي للـيَـمَـنيين، كمحاربتهم للموانئ والمطارات الـيَـمَـنية وعرقلة قيام أسواق حُرة كما كان مؤملاً في عدن.
ولا ننسى التعامُلَ القاسي مع العَمالة الـيَـمَـنية التي تذهب مضطرة إلى دول الخليج للبحث عن عمل (لقمة عيش)، فيتم التعامل معها بالكثير من القسوة والامتهان، خَاصَّـةً في السنوات الأخيرة، ووقوف السعودية بشكل متعنت أمام انضمام الـيَـمَـن إلى مجلس التعاون الخليجي باستثناء المجال الرياضي الذي يعلمون أننا سنكون فيه فرجة للآخرين!.
لم تكتفِ السعوديةُ بذلك.. بل تعمل أَيْضاً على إعاقة أي تطور داخلي وفي أيِّ مجال وتقوم بزرع الفتن وتشجيع عملائها ومرتزقتها لإثارة الفتن واختلاق الحروب كلما استقرت الـيَـمَـن.
ولأننا نعيش الآن فصول العُـدْوَان السعوأَمريكي السافر، والذي قضى على الكثير من المنشآت الخدمية وقتل العديد من الأبرياء.. إلا أننا بإذن الله سننتصرُ عليهم وأن اللهَ على كُلّ شيء قدير.